كما بدأ رمضان هذا العام 1441ه، مغايراً لرتمه، وطقوس استقباله، في عالمنا الإسلامي والعربي، وفي مجتمعنا السعودي باختلافه المناطقي والفئوي، نتيجة الجائحة التي اجتاحت العالم، أكثر من 15 دولة، انتشر فيها الفيروس، بمستويات مختلفة. والتزاماً بالإجراءات الاحترازية التي اتخذت في كل الدول تقريباً، كحظر التجول الجزئي والكامل، للحد من انتشار كورونا، «كوفيد..19»، جاء يوم الأحد 3 رمضان 1441ه، 26 إبريل 2020م،مختلفا عن أيام الحظر الكامل، التي استجاب لها المواطن والمقيم بكل امتنان، لقيادة تعمل ليل نهار على سلامتهم وتوفير كل احتياجاتهم. مجرد الإحساس بحرية التنقل، أحدث حالة من البهجة في البيوت التي تأقلمت مع مقتضيات الحجر، المبهج في صدور الأمر الملكي الكريم بإمكانية التحول لمنع التجول الجزئي وعودة بعض النشاطات الاقتصادية مع الالتزام بالضوابط الصحية أن الدولة تشرك المواطن والمقيم، في تحمل مسؤولية عدم تفشي هذه الجائحة في الوطن، كما تفشت في أوروبا وأمريكا وغيرها من الدول. جاءت هذه الخطوة الانفراجية، بعد خطوات تدريجية من الإغلاقات والحجر والحظر الجزئي ثم الكامل، عندما لم يستوعب البعض خطورة الوضع، وخطورة مواجهة جائحة بهذا العنفوان في الانتقال السريع، أو في الإصابة التي تستدعي أجهزة خاصة سواء للفحص أو أجهزة التنفس التي لا تتوفر في العالم بكميات تواكب الإصابات أو الانتشار السريع لكورونا المستجد. خطوات مدروسة اتخذتها وزارة الصحة منذ ظهور أول حالة، حتى اتخاذ قرار الحظر الكلي، ثم السماح بالتجول وفق ضوابط زمنية وإجرائية، بعد أن تم «التعرف على الفيروس، والتعرف على الجينيوم، أي اكتشاف البنية الجينية والتكوينية لفيروس كورونا المستجد، وجود فحص مخبري للكشف عن الفيروس خلال ساعات، حيث يمكن اكتشاف الحالات بدقة في وقت قياسي، 80% من الحالات خفيفة ولا تستدعي الرعاية الطبية، كذلك معدلات الشفاء تفوق معدلات الوفاه ب 13 مرة، الإصابات في الأطفال محدودة وكذلك المضاعفات، والعلم يواجه الفيروس بشراسة فهناك 800 ورقة علمية تم نشرهاحتى الآن، تم الكشف عن نموذج أولي للقاح، وهو مايساعد على تسريع الدراسات لإجازة اللقاح، كذلك هناك أكثر من 80 دراسة سريرية قائمة لدراسة أدوية متنوعة لعلاج الفايروس والنتائج الأولية متوقعة خلال الفترة القصيرة القادمة، وأخيراً وسائل الوقاية متوفرة ويمكن للجميع استخدامها»، المعلومات السابقة منقولة من تقرير مصور بثته وزارة الصحة السعودية، لبث الطمأنينة في نفوس المواطنين، بعد أن أصبحوا شركاء في الحد من انتشار الفايروس. اليوم الأربعاء 6 رمضان 1441ه، 29 ابريل 2020م، حتى الأربعاء 20 رمضان 1441ه، 13 مايو 2020م، ستفتح أبواب محلات تجارة الجملة والتجزئة، المراكز التجارية، مع التأكيد على التباعد الجسدي والالتزام بالاحترازات الصحية، بينما يستمر اغلاق كثير من الأنشطة التجارية التي يصعب فيها تطبيق الاشتراطات الصحية، كالنوادي الرياضية وصالونات التجميل، عيادات التجميل، المراكز الترفيهية، وغيرها من المناشط. المسؤولية الآن على المواطن والمقيم في كيفية استغلال هذا النشاط بوعي واتباع كافة الإجراءات للحفاظ على مسافة للتباعد وعدم التدفق والتزاحم في المحلات، أو المصافحة والملامسة! .. كل شيء يمكن تعويضه إلا الصحة؛ فالمريض لا يستطعم مذاقاً، ولا تستطيب له متعة، مهما تمكنت رغباته من القيام بها! أتصور أن هذه الجائحة غيرت وسوف تغير الكثير مما اعتدنا عليه في شهر رمضان الكريم وفي غيره من الشهور، أي ستغير حتى مفهومنا الاستهلاكي الطاغي، بعد اكتشافنا لحجم المخزون في خزائن الملابس، والمواد الغذائية، والاستهلاكية التي كنا نجمعها لمجرد الرغبة في الاستحواذ على كل جديد في السوق. متفائلين خيراً في هذا الشهر الفضيل، وحكمة قيادتنا، وإمكانيات الوطن، وقدرات أبنائه. كل عام وأنتم بخير.