انتشر فيروس كورونا المستجد ولم تجد العديد من دول العالم حلاً لمواجهته سوى المسارعة بأخذ العديد من الإجراءات الاحترازية المشددة وفي مقدمتها إغلاق المدارس والأسواق والمراكز التجارية ووقف العمل في الجهات الحكومية والقطاع الخاص ووقف كافة وسائل المواصلات العامة ورحلات الطيران إضافة إلى إغلاق المناطق ووقف الخروج والدخول لبعض المدن ومنع التجول فيها بل ومنع التجول طوال اليوم في بعض أحياء تلك المدن وكل ذلك من أجل وقف التجمعات والتي تساهم في نشر الفيروس بشكل كبير مما يساهم في عدم السيطرة عليه وتهديد الأمن الصحي للمجتمع. السؤال الذي يتردد كثيراً اليوم هو إلى متى ستستمرهذه الأزمة؟ وبالرغم من أن هذا الأمر علمه عند الله، إلا أن بعض المختصين أجابوا على هذا السؤال بإجابات مختلفة فمنهم من توقع انتهائها خلال 3–4 أشهر ومنهم من ربط نهايتها بإيجاد اللقاح الخاص بذلك الفيروس، في حين أشار بعضهم بأن الخلاص من هذا الفيروس لن يكون قريباً مشيرًا إلى أهمية أن يستعد المجتمع لمزيد من القرارات الاحترازية وإن هذا الأمر قد يحتاج إلى سنوات حتى تتعافى منه المجتمعات في حين أفادت دراسة لجامعة «إمبيريال كوليج بلندن» بأن مكافحة فيروس كورونا المستجد قد تستمر إلى 18 شهراً، وأن التخفيف من حدة الكارثة يتطلب إجراءات قاسية وصارمة وفورية تستمر لأشهر مؤكدة أن الحياة بعد ظهور فيروس كورونا لن تكون هي نفسها أبداً قبل ظهور الفيروس، فالخروج من هذه الجائحة بشكل نهائي يتطلب توفير اللقاح وتطوير مستوى المناعة لدى الأفراد وتغيير سلوكيات المجتمع بشكل دائم وكل ذلك يتطلب وقتاً. وطننا -ولله الحمد- اتخذ إجراءات حازمة وصارمة منذ بداية انتشار هذه الجائحة ولذلك فإن مبشرات التعافي من هذا الوباء ستكون قوية وقائمة ما بقي الالتزام بتلك الإجراءات قوياً وقائماً من قبل كافة أفراد المجتمع وهذا ما تقوله الأرقام اليوم فبالرغم من أن منحنى عدد الحالات المصابة كان خلال الأسابيع الأولى من الشهر الماضي تصاعدياً إلا أن الأيام الأخيرة بقي في مستوى أفقي تقريباً وهو أمر مطمئن وبإذن الله سيمضي ذلك المعدل للنزول خلال الفترة القادمة وذلك نظراً لالتزام وتعاون ووعي كافة أفراد المجتمع بضرورة البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها. انتهاء هذه الفترة الحرجة ورفع الإجراءات الاحترازية وغيرها من الإجراءات الأخرى يعتمد على التزامنا بالتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية بمكافحة فيروس كورونا المستجد وهي التي ستقود -بإذن الله- إلى الخروج من هذه الجائحة بأسرع وقت وعودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى بإذن الله.