تستعد الجالية الإسلامية في مملكة بلجيكا لشهر رمضان منذ عدة أشهر من خلال الاجتماعات المستمرة مع بعض أعضاء البلديات التي يتواجد فيها مسلمون كثر؛ لتذليل العقبات أمامهم خلال الشهر الكريم، ويبدأ أكثر من ستمائة ألف مسلم الاحتفال بإعلان المجلس التنفيذي للمسلمين البلجيكيين في «بروكسل» دخول شهر رمضان من خلال دخول أجواء رمضان لبيوت الجاليات الإسلامية، كما تزدحم الأسواق في الأحياء الشعبية التي يقطنها المهاجرون التي تشعرك وكأنك في إحدى الدول العربية، ويعدون الأكلات بمختلف أنواعها، ويحرصون على تبادل الزيارات طوال الشهر. ويبدؤون بالمداومة على المساجد ال «350» المنتشرة في أرجاء البلاد، ويحرصون على أصطحاب أبنائهم في صلوات التراويح، كما تقوم الجالية الإسلامية بتقديم المساعدات للمسلمين أصحاب الدخل المحدود أو من هم على خط الفقر؛ لما يشكل ذلك من تآلف أسري وتضامن إسلامي. إفطار غير المسلمين ويشير رئيس الجمع العام للمسلمين في بلجيكا نور الدين بن سعيد طويل إلى أن أغلب المدن البلجيكية يتم تنظيم إفطار للمسلمين في المساجد، وإفطار عمومي لغير المسلمين في الشوارع والخيم المفتوحة خلال بعض الأنشطة التي يقدمها المركز الإسلامي «الإفطار الذي نقوم به لغير المسلمين يشكل نقطة وصل معهم، مما يجعل التخاطب والدخول في الإسلام مستقبلا أمرا ممكنا، حيث يتأثرون بكافة الصفات الحسنة التي يتمثل بها المسلمون في بلجيكا». ويضيف «يستفيد من الإفطار الجماعي آلاف المحتاجين من أبناء الأقلية المسلمة». وتعمر المساجد في كافة المدن البلجيكية حيث يزيد إقبال المصلين لأداء مناسكهم بشكل جماعي، في الصلوات الخمس والتراويح والتهجد، ويحرصون على استغلال أيام رمضان بالتعبد وذكر الله وقراءة القرآن. رمضان عربي وتتسم أجواء رمضان بعروبتها وإسلاميتها؛ لكثرة المهاجرين المسلمين الذين يقطنون في الأحياء وغالبية المحال التجارية تعود لملكيتهم، ولا تسري عليهم قوانين أوقات فتح وإغلاق المحال التي تسري على الجميع، وتتوفر السلع الاستهلاكية المخصصة لشهر رمضان لمسلمي بروكسل حيث تحوي عددا كبيرا من أفران الخبز العربي ومحلات الحلويات المغربية والشرقية، وخصوصا الرمضانية منها ك «الزلابية» و «البقلاوة» و «القطايف» وغيرها، وتعرض محال المواد الغذائية سلعا مستودرة من البلدان العربية، وتتواجد محال بيع اللحوم، وسلسلة من المقاهي والمطاعم التي تبقى مفتوحة لأوقات متأخرة من الليل. صلة الرحم ويحرص العديد من مسلمي العاصمة البلجيكية على الزيارات العائلية وصلة الرحم، وإقامة أنشطة دينية مختلفة، أو قراءة للقرآن أو الاستماع لأحد الدروس الوعظية، مستغلين الشهر بأكمله في أجواء عائلية تذكرهم بمواطنهم الأصلية للمهاجرين.