هناك علاقة حيوية بين الإعلام والاقتصاد، هذه العلاقة أسست ما يُعرف بالإعلام الاقتصادي حيث تهتم كل دول العالم بالجانب الاقتصادي في إطار منظومة علاقاتها الدولية، ولهذا هناك حالة تعاون ما بين هذين القطاعين المهمين، خصوصاً أن العالم اليوم مترابط، ومتشابك معلوماتيًا وأمنيًا، واقتصاديًا وإعلاميًا، ولذا فإن شح أو غياب المعلومات عنهما مقلق للطرفين. فالشفافية هي حالة عالمية مطلوبة اليوم، وهي من مؤشرات تطور الدول والمجتمعات، كما أن الدراسات التحليلية التي لا تعتمد على الأرقام، والإحصاءات هي دراسات صماء، وبالتالي يجب ترسيخ هذه العلاقة، وتغذية وسائل الإعلام، بالمعلومات الدقيقة كي يكون مؤثرًا، ولا يؤثر سلبًا على السمعة الاقتصادية للدولة، فالإعلام بات شريكًا رئيسًا لمختلف القطاعات الحيوية. وعليه لم يعد هناك مجال لإخفاء المعلومات، أو أن يكون بين الدولة والمواطن حجاب، فلقد سرتنا الشفافية التي تتحلى بها وزارة المالية كنبراس لجميع أعمالها، وذلك بتوفير المعلومة الصحيحة للجميع، ففي اللقاء الرمضاني مع وسائل الإعلام لاحظنا الشفافية، والتواصل البنّاء وهذا بلا شك يحسب إيجاباً للوزارة، حيث جاءت الوزارة متناغمة مع هذا التوجه، وهو في صلب توجهات الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله. اللافت للنظر أن الكوادر، والكفاءات الوطنية الشابة قادرة على أن تعمل بامتياز إذا ما أعطيت الفرصة، حيث تحدث وكلاء الوزارة يتقدمهم الأستاذ يعرب الثنيان بكل احترافيته ومهنية عن الآلية الجديدة للوزارة، والتقنية الحديثة، وعن هوية ورؤية الوزارة في ظل الرؤية السعودية 2030م في حفل الإفطار الرمضاني الذي أقامته الوزارة للكتاب، والإعلاميين الأسبوع الماضي في فندق كراون بلازا في الرياض. وتمكن الوكلاء الشباب المؤهلين أن يضعوا الوزارة أمام أنظار الجميع، وأصبحت الشفافية أكثر وضوحاً من قبل عندما كانت الوزارة منغلقة على نفسها، وتحدثوا أيضًا عن ما تقوم به الوزارة اليوم من دور مهم، وفاعل في تحقيق التحول الاقتصادي، لكونها الجهة المتابعة، والمراقبة للشؤون المالية بالمملكة، وخادمة للقطاعين العام، والخاص والمواطنين، وتعزيز الوضوح والشفافية والحوكمة، والتواصل بين المالية، ووسائل الإعلام. وتم خلال اللقاء نقاش مفتوح وشفاف مع وكلاء الوزارة، والكتاب والإعلاميين، وتحدثوا فيه عن الآلية الجديدة للوزارة، وعن إستراتيجية الوزارة وهويتها الجديدة، وأدائها وفق برامج التحول الاقتصادي، وتحدثوا أيضًا عن التحول الرقمي، ومنصة «اعتماد» الرقمية لتعزيز التواصل مع الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، وتسهيل الإجراءات، والمتطلبات الحكومية، والخاصة من أجل توفير الوقت والجهد، والاستغناء عن التعاملات الورقية. نتمنى من الوزارة عقد دورات تدريبية في المجالات المالية، وتنظيم لقاءات دورية مع الإعلام والكتاب، وتفعيل وسائل التواصل الإعلامي للمساهمة في صناعة الرؤية المالية، والاقتصادية المقبلة للمملكة وفقاً للحاجات المستقبلية ليكون هناك تخطيط شامل للموارد المالية، والاقتصادية والقدرات الإدارية في ظل الرؤية السعودية 2030م التي يقودها سمو ولي العهد الأمين بكل اقتدار. وكذلك الاستعانة بالكفاءات الإدارية السعودية المؤهلة، لضمان زيادة الاستثمار البشري لتأهيل وتوظيف المواطن السعودي، وتطوير منظومة التشريعات الاقتصادية، والرقابة والإفصاح المالي والحوكمة، والتركيز على الشفافية والوضوح، والتعريف بآخر المستجدات في أعمال، وأنشطة الوزارة خلال الفترة الماضية، والتأكيد على أن وسائل الإعلام شركاء في نجاح، وإنجازات الوزارة لتحقق التنمية الاقتصادية السعودية المستدامة. لقد سعدنا باللقاء، فكل الشكر للوزارة التي فتحت قلبها للإعلاميين بعد سنوات من الانغلاق من خلال المكاشفة، والنقاش الصريح متمنين أن تستمر هذا اللقاءات كل عام، لتكون انطلاقة لمزيد من التواصل مع وسائل الإعلام، لإيصال صوت الوزارة للمواطن والمجتمع، والشكر موصل للأستاذ يعرب الثنيان، وفريق عمله في الوزارة الفريق الشاب، والحيوي الذي يمثل خيرة الشباب السعودي.