قاد قسم الكيمياء في كلية العلوم لسنوات، وتسنم عمادة شؤون الطلاب في الجامعة لسنوات، وترأس لجنة أخلاقيات البحث العلمي لسنوات، وأشرف على طلاب وطالبات الدراسات العليا لسنوات، وقاد المجموعات البحثية المتخصصة في الكيمياء الفيزيائية لسنوات، وكان أمينًا عامًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي لسنوات، تخرج من جامعة الملك سعود وتعين في جامعة الملك عبدالعزيز وحصل على الدكتوراة من جامعة ليفربول، لقيته قبل شهر من وفاته وهو خارج من مبنى الكلية وقد مضى عليّ وقت طويل لم أره قال لي: لقد حان الوقت أن أتوقف عن التعاقد مع الجامعة فمع نهاية هذا العام سوف أستريح فقلت له: إن معالي مدير الجامعة لن يوافق على طلبك لأنه يعرفك عن قرب فأنت أستاذه وفي قسمه وعلى علم بقدراتك العلمية والبحثية وتؤدي الواجب الذي عليك كأستاذ جامعي كما ينبغي والجامعة بحاجة لأمثالك ثم افترقنا وفوجئت بعدها برسالة من قسم الكيمياء بعثها لي الرجل الخلوق الأستاذ طلال العريفي سكرتير قسم الكيمياء ينعي بها أستاذنا الفاضل «حكيم» كلية العلوم والسهل في كل شيء ووفقًا لوصيته فقد تم دفنه في المدينةالمنورة حيث اتخذ له فيها مسكنًا بجوار مسجد قباء كما أخبرني بذلك قبل سنوات فلا يسافر إلا الى المدينة بل كان قلبه شغوفًا بها وكتب الله له ما أراد فدفن بها رحمه الله رحمة واسعة. امتاز البروفيسور سليمان باسهل بمجموعة من الخصال أذكر منها: دماثة خلقه وغزارة علمه وحكمة رأيه وهدوء طبعه ونجاح إدارته وبشاشة وجهه وقمة تواضعه ورجاحة عقله وبساطة تعايشه وصفات أخرى لكن أميز ما كان يميزه رحمه الله انه كان «حكيمًا» ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، وقد استعانت به الجامعة في مجال التوفيق بين الباحثين كثيرًا لأنه عدل في حكمه صواب في رأيه وإن كان في نقاش مهما احتد النقاش فإنه يوصل رأيه دون أن تسمع له همسًا أو تسمع له ركزًا وخصلة أخرى فيه أنه يتقبل رأي من يخالفه وأحيانًا يثني عليه ويقتنع به فهو على اسمه سهل، وباسهل من العوائل الجداوية التجارية المعروفة في مدينة جدة ومن سكانها القدامى وقد كان أخوه البروفيسور أحمد باسهل من أقدم أساتذة جامعة الملك عبدالعزيز حيث كان رحمه الله عميدًا لكلية علوم الأرض ومع ظروف هذه الأيام الصعبة التي توفي فيها الدكتور سليمان حيث هناك حظر كامل وليس هناك تواصل اجتماعي للعزاء فإنني أتقدم لذويه وأهله وأصدقائه في الجامعة وخارجها بالتعزية خاصة ابنه هيثم وصديقيه أستاذ الرياضيات المعروف عبدالله القثمي وأستاذ الإحصاء وعضو مجلس الشورى الأستاذ الدكتور عبدالله الحربي فهما ممن يعزونه وهو يعزهما كثيرًا، وكذلك العزاء لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن اليوبي أحد طلابه وزميله في التخصص ويكن له احترامًا خاصًا. رحمه الله رحمة واسعة ورحمنا جميعًا إذا صرنا إلى ما صار إليه.