لم يكن أحد يتوقع أن تصل الأمور مع انتشار فيروس كورونا المستجد إلى ما وصلت اليه اليوم ولم يدر في حسبان أحد أن يصل تأثير الفيروس إلى ما وصل اليه اليوم فقد أصاب الشلل أطراف العديد من القطاعات الاقتصادية وجمد الحياة الاجتماعية وغير أساليب معيشة معظم أفراد المجتمع في كافة أنحاء العالم، وبالرغم من أن بعض الأفلام السينمائية والخيالية وبعض الروايات والقصص تحدثت عن انتشار بعض الفيروسات على مستوى العالم إلا أنها بقيت أفلاماً ولم يكن أحد يتخيل أنها ستصبح في يوم من الأيام واقعاً حقيقياً يعيشه معظم سكان العالم الذين حكم عليهم الفايروس أن يلزموا منازلهم ولا يخرجوا منها حتى إشعار آخر بل وألزمهم أن يتباعدوا ولا يقتربوا من بعضهم البعض. انتشر الفايروس في كثير من دول العالم ولم توقفه العديد من الإجراءات الاحترازية والتدابير التي اتخذتها سواء عبر إغلاق الحدود أو وقف وسائل النقل العام أو تعليق الرحلات الدولية والمحلية أو غيرها من الإجراءات الأخرى التي أوقفت الحركة والتواصل المباشر بين البشر، فبعض من سافر إلى الخارج قبل وقوع هذه الجائحة لم يكن يعلم بأن الوضع سيصل إلى هذا الحد، وبعض من كان يدرس أو يعمل في الخارج كان يخطط لأن يعود هذه الأيام إلى وطنه ويلتقي بأهله وأسرته غير أن كل تلك المخططات تغيرت فجأة وبدون سابق إنذار ولم يعد يمكن القيام بها تبعاً للإجراءات الاحترازية التي تم تطبيقها في العديد من دول العالم. ولكن حرصاً من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على سلامة وصحة المواطنين في الخارج في ظل تفشي جائحة كورونا المستجد ومن خلال المتابعة المتواصلة التي يلقاها المواطنون وعوائلهم ومرافقوهم فقد أعلنت وزارة الخارجية لعموم المواطنين والمواطنات الموجودين خارج الوطن إطلاق منصة الخدمة الإلكترونية لعودة المواطنين والمواطنات الراغبين في العودة بحيث يمكنهم تسجيل بيانات العودة للمملكة اعتباراً من يوم الأحد الماضي وسيستمر التسجيل لمدة 5 أيام وستكون الأولوية للمواطنين السعوديين بالخارج الموجودين في البلدان الأكثر تأثراً من انتشار فيروس كورونا وكبار السن والحوامل كما سيتم التعاون مع وزارة الصحة بحيث يخضع جميع العائدين للعزل الصحي عند عودتهم لمدة 14 يوماً، كما قامت هيئة السياحة بتهيئة 11 ألف غرفة للإيواء السياحي في مختلف مناطق المملكة. بالرغم من التحديات الكبرى والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي تقوم بها الدولة وبشكل يومي وبالرغم من سعيها الدؤوب للحد من انتشار الفايروس داخل أرجاء الوطن إلا أنها لم تنسَ أبناءها المواطنين في الخارج والذين انقطعت السبل بهم بعد تفشي الفايروس في معظم أنحاء العالم، فهاهي تبادر بتوفير كافة السبل والوسائل لإعادتهم وتقدم كافة الإمكانات من أجل عودتهم سالمين إلى أرض الوطن.