كتبت مقالاً بعنوان «السعودية وعالمية النجاح»وضَّحت فيه كيف أن الله سبحانه وتعالى وفَّق قيادتنا إلى نجاح عالمي بالنسبة للتعامل مع وباء كورونا وعلى ذات النمط من التحسب وأخذ الاحتياط تسير الخطوات فيما يخص الإعداد لحج هذا العام لان روح الحج الأساسية مبنية على سلامة أرواح الحجاج والمحافظة على حياتهم وصحتهم، ومؤخرًا نبه معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بن صالح بنتن إلى ضرورة تأخر إبرام العقود حتى تتضح الرؤية، ولا شك أن علماء الأمة الإسلامية وجهاتهم الدينية سيتبنون قرارًا فيه مصلحة وخير للمسلمين ويتحقق عنه حفظ النفوس والأرواح لأن الإسلام كنظام حياة يعز النفس البشرية ويحترمها ويحفظ لها حقها في الحياة حيث أحد أهم الأمور التي جاء بها الإسلام هو حفظ النفس ليس ذلك فحسب بل جعل من يحافظ عليها بالبقاء حية فكأنما أجره أن أحيا الناس جميعًا (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا) وفيروس كورونا سريع الانتشار والازدحام تربة خصبة لانتشاره والحج يشهد دائمًا حشودًا وكثافة بشرية في أزمنة محددة وأماكن محددة. إن الجانب «الإنساني» في مملكة الإنسانية مغلب على كل شيء، فها هي تعلن في أزمة كورونا وفقًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله أن العلاج مجاني لكل إنسان مقيم على أرض المملكة حتى المخالفين لأنظمة الإقامة يعالجون مجانًا وفِي المقابل في كل عام تقوم المملكة العربية السعودية بالمحافظة على أرواح الملايين من الحجاج أثناء فريضة الحج بحيث تؤمن لهم الطرق والمساكن والمواصلات والخدمات الغذائية والدوائية وقبل ذلك هيأت الحرمين الشريفين في مكة والمدينة وبقية المشاعر للطائفين والعاكفين والركع السجود وهناك مطبعة مخصصة لطباعة المصاحف كهدية لبيوت الله وللحجاج وكذلك تهيئة ماء زمزم للشرب وفي كل عام تهب جميع أجهزة الدولة استعدادًا لأن يؤدي كل حاج فريضته ليعود إلى وطنه سالمًا غانمًا ولأكثر من تسعين عامًا وهي تقوم بمسؤوليتها عبر وزارة متخصصة هي وزارة الحج والعمرة لكن هذا العام بحلول فيروس كورونا الخطير فإن الوضع قد يحتاج إلى نوع من التريث من حيث التقييم الشفائي على مستوى كل دول العالم التي سيفد منها الحجاج وبالنسبة للمملكة وفقًا لما تقرره الجهات المختصة لفترة ما بعد آخر حالة يكون فيها تسجيل الإصابة صفر وحتى لو رفعت بعض الأمور الاحترازية يظل هناك حاجة للشفاء النهائي منه وفقًا للنظام الصحي العالمي ولأن أداء فريضة الحج أمر مقدور عليه في الأعوام القادمة وأمر يسقط فيه التكليف في حالة المخاطرة بالنفس ولان الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها والتعرض لعدوى الفيروس مقرر «بيولوجيًا» حال الازدحام وخطير وهو ما لا يستطيع أن يتحمله الحاج فان أرواح الحجاج مقدمة على أداء فريضتهم وحتى من ينجو منهم ويذهب إلى بلده مع سبق الاختلاط بحجاج آخرين حاملين للفيروس قادمين من بلاد أخرى يصل إليها -أي إلى بلده- حاملًا معه الفيروس فيتسبب في أمراض مجتمعه، ومن هنا كان تصريح معالي وزير الحج والعمرة ضرورياً وفي مكانه. ولاشك أن لمنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والجهات والهيئات الإسلامية الأخرى دوراً تنسيقياً في اتخاذ قرار يناسب الوضع الصحي للحج حفاظًا على أرواح الحجاج.