أشاد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء ومنسوبي الحرمين الشريفين، بالإنجازات الأمنية التي قامت بها وزارة الداخلية من القبض على 24 شخصًا تورطوا في التحريض وترويج الإشاعات في قضية اجتماعية، وما قامت به رئاسة أمن الدولة من القبض على 22 شخصًا- أحدهم قطري- حرضوا على ارتكاب أفعال مجرمة شرعًا ونظامًا ضد بلاد الحرمين. وقال: “إن المملكة لتمتعها بخصائص فريدة والتزامها منهج الوسطية والاعتدال في كل شؤونها، بوَّأها الريادة في العالم الإسلامي، وشيد لها سجلًا حافلًا من الحكمة والمكانة الرائدة بين دول العالم (عربية وإسلامية ودولية) منذ عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وإلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مناصرة في كل المناسبات قضايا المسلمين والقضايا العادلة في كل مكان، تنطلق من العقيدة الإسلامية التي تأمر بالعدل والإحسان والحق والتسامح ناهية عن الجور والظلم وضياع الحقوق”. وتابع: “من هنا كانت جهود المملكة الحثيثة والموفقة، ممثلة في وزارة الداخلية ورجالها البواسل، في التصدي لمروجي الأكاذيب والمبالغات بهدف إثارة الفتنة والنعرات القبلية ودفع البسطاء لارتكاب ما لا تحمد عقباه، والتأثير على سير الإجراءات النظامية والعدلية القائمة فيها”. ودعا معاليه المسلمين إلى تقوى الله وتعظيم حدوده والحذر من أعمال التحريض والمساس بالنظام والجرائم الإرهابية التي هي من الشر المستطير والدمار العظيم التي تهدد أمن البلاد والعباد وتعبث بالمجتمعات واستقرارها وتهدد اللحمة الوطنية والصف الواحد، مستشهدا بقوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (دعوها فإنها منتنة)، مما يؤكد على الضرر الأكيد من هذه الدعوات الجاهلية والنعرات التعصبية. وأشاد بالإنجازات الأمنية لجهاز رئاسة أمن الدولة من مواجهة مروجي المقاطع المرئيّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ذات الموضوعات المختلفة التي تؤلب على الشأن العام وتؤجج المشاعر تجاه قضايا لا تزال محل النظر أو تجاه مصلحة اقتضتها حاجة الناس ومتطلباتهم لتعطيلها والحيلولة دون الانتفاع بها، والتحريض بشكل مباشر وغير مباشر لارتكاب أفعال مجرمة شرعًا ونظامًا. وفي بيان خطورة الترويج للشائعات والخوض في الأمور العظيمة فقد قال الله سبحانه وتعالي: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}. ونوه الشيخ السديس بدور رجال الأمن في الحفاظ على أمن بلاد الحرمين الشريفين وحفظ مقدرات ومنجزات الوطن باذلين في سبيل ذلك أرواحهم، مبينًا أن عملهم من الجهاد في سبيل الله، ووسام عز وشرف لمن اصطفاهم الله لحفظ أمن بيته الحرام وقاصديه الكرام، مهنئًا لهم هذه الإنجازات الأمنية المشهودة، والضربات الاستباقية، داعيًا الجميع إلى الوقوف صفًّا واحدًا حول ولاة الأمر لإقامة شرع الله عز وجل وتحقيق العدل وبسط الأمن وتحقيق العيش الكريم لأبناء الوطن. ودعا الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الله تعالى أن يديم على هذه البلاد عقيدتها وقيادتها وأمنها واستقرارها ووحدتها، وأن يحفظها من عدوان المعتدين وإرهاب الحاقدين المتربصين، وأن يديم علينا وعلى بلادنا وبلاد المسلمين الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وسمو نائبه، وسمو وزير الداخلية، وأن يوفقهم لكل خير وسداد.