ماهو الجو المثالي الذي تريده المرأة في البيت مع وجود الرجل فيه لفترات طويلة هذه الأيام بسبب إجراءات الحجر المنزلي والوقاية من انتشار فيروس كورونا في مختلف الدول، سؤال أجابت عليه عدد من السيدات السعوديات خلال حديثهن ل»المدينة» عن توقعاتهن من الرجال خلال وجودهم بالمنزل، ليرسمن صورة تتضمن 8 مطالب أساسية تشمل قيام الرجل بواجبه في قيادة الأسرة ومسؤوليته عن أفرادها، ومشاركة المرأة أفراحها وهمومها وأحزانها والرضا بما تقدمه دون انتقاص وانتقادات، وأن يضطلع بدور إيجابي في تربية الأبناء، وخلق جو صحي داخل البيت، واستثمار الأوقات في ما يعود بالنفع، إلى جانب متابعة أفراد العائلة والقرب من مشكلاتهم واهتماماتهم. خديجة: الرجل يدعم الاستقرار بالبيت خلال الأوقات العصيبة تؤكد خديجة إبراهيم الشهري - أخصائية اجتماعية وكاتبة- أن وجود الرجل في البيت مهم سواء كان زوجا أو أبا أو أخا، خاصة هذه الفترة لما تمر به جميع الأسر من أوقات عصيبة لم يسبق أن خاضتها، وذلك بسبب الحجر الصحي المطبق في جميع الدول للقضاء على الوباء المنتشر . ويساهم وجود الزوج خاصة مع أسرته هذه الأزمة في بث روح الاستقرار والهدوء النفسي داخل الأسرة، وذلك بخلق جو من الترفيه والتعليم يسعى من خلاله إلى إكساب الجو الأسري البهجة والمحبة، وحتى لا يصابوا بالملل من جراء الجلوس الطويل في المنزل، كما يكون من المهم أن يرتب برنامج توعوي ترفيهي لأبنائه وذلك بتقديم النصائح والإرشادات للحفاظ على سلامتهم من الوباء، وأيضًا متابعتهم بشكل مستمر من قبل الطرفين. وهذه فرصة كبيرة للزوجين أن يصبا اهتمامهما بالأبناء وتحفيزهم لإكتساب الكثير من المهارات الجديدة، التي تساهم في صقل مهاراتهم كالقراءة وحفظ القرآن والأحاديث الصحيحة، أو تعلم الرسم أو لغة جديدة، ومتابعة الدورات التدريبية، إلى جانب متابعة دروسهم وواجباتهم المدرسية. وحتى تنجلي هذه الأزمة وتفرج يكونوا قد ساهموا بشكل كبير في صقل المهارات وترميم ماهدم، وسد الفجوات وردم الخلافات بين أفراد الأسرة إن وجدت. وتقول: بطبيعة الحال كل ما يسهم في استقرار وبث روح الهدوء والسلام هو مطلب للطرفين، فما تريده المرأة يريده الرجل من جو مثالي ينعم به الطرفان وينعكس إيجابًا على الأبناء والمحيط الأسري بشكل عام.ولا يكون الا بالتعاون والمشاركة والاحترام وتحمل المسؤولية من الطرفين وأفراد الأسرة. والكثير من الأسر السعودية تعي دورها بشكل كبير ولله الحمد وتساهم في خلق جو أسري سوي صحي، بجانب التزامهم بالتعليمات والتوجيهات اللازمة، ويكونون قدوة حسنة لأبنائهم في التعامل مع الأزمات داخل مجتمعهم الصغير الذي ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع الخارجي والوطن بشكل عام. د.هيفاء: الأب قدوة وقوة وسند للعائلة وتقول د.هيفاء فقيه استاذة اللغويات التطبيقية بجامعة أم القرى سابقا: الرجل هو الأب والأخ والزوج ولكل من الجنسين أهمية لا تقل عن الآخر حسب طبيعته في الأسرة وجميعهم متماثلين مع الشق الآخر من النساء فهي الأم والأخت والزوجة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حين اشاد بدور كل منهم وساوى بينهم، حيث قال «النساء شقائق الرجال».. وهنا إشادة وإشارة صريحة بأن المرأة والرجل لهما من الأهمية الكبرى في كيان الأسرة ما لم يتعارض مع ما استثناه الشرع.. وإذا ما تحدثنا عن الرجل في الحياة الزوجية فهو شريك للصرح الأسري، وقد قسم الله سبحانه وتعالى بين الذكر والأنثى مهامهما وجعل كل جزء منهما يكمل الآخر لتقوى أواصر المحبة ويزدان حبل المودة وتتأصل المحبة وتزيد الرحمة. والحياة الزوجية في مجتمعها الصغير لا تبنى إلا على أساس قوي ومتين من التفاهم والصفاء النفسي والفكري ليساعد في نمو الثمار الطيبة من الأبناء. ولتدبير أمورالمنزل، مسؤولية كبيرة على كل منهما، وتعتمد بقدر كبير على الاحترام المتبادل وتقدير كل منهما لظروف الآخر. وهذه تعاليم ديننا الإسلامي القويم في التعامل مع الزوجة، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في فن التعامل مع أهل بيته. وتضيف فقيه: مما لاشك فيه أن الرجل مصدر القوة والحزم والصرامة والأم هي مصدر العطف والحنان، ولكي نحقق التوازن الأسري لابد على الزوج والزوجة التفاهم فيما بينهما وتقسيم مسؤولياتهما كل حسب استطاعته. فالرجل لابد أن يفصل بين عمله وبيته، ويغمر زوجته وأبناءه بالحب والحنان ويلبي جميع احتياجاتهم، ويقضي مع أسرته وقتا للتنزه والمرح وادخال السعادة والسرور، بل يكون قدوة للأبناء بالوقوف مع زوجته أثناء الشدائد، ورجل البيت الحقيقي هو من يعين زوجته على تحقيق طموحها ويشاركها اهتماماتها بل ويشعرها باهميتها في حياته.كما أن الرجل مسؤول في إدارة الأمور المادية حتى وإن كانت الزوجة تعمل. ولكن يظل التفاهم من أساسيات قوام الشراكة الزوجية.كل هذا لا يقلل من شأنه أو يتنافى مع كونه رجل البيت، وإنما يغرس خصالا وغرسا جميلا من أجل حياة كريمة آمنة مستقرة. فهذه الممارسات والتصرفات والتضحيات لها مرود إيجابي على الأبناء في تربيتهم ومستقبلهم وتعاملهم وعشرتهم مع الآخرين، فالقدوة الصالحة تعكس إيجابا على الأبناء. سعاد: الظرف الراهن فرصة لتقارب رب الأسرة مع أطفاله تقول الإعلامية والكاتبة سعاد عسيري إن الشيء المميز في التغيير الذي أصبحت عليه الأسرة في الظرف الحالي هو بقاء رب الأسرة حول أطفاله يضيف أجواء أكثر حميمية وتقارب في تلبية احتياجاتهم والعمل على غرس القيم المجتمعية، بعد ما كان جل وقته وانشغاله بأعمال في الخارج، ولكن الآن أصبح هناك متسع أكثر للمشاركة في الحوار وإبداء الرأي في القضايا المنزلية وغيرها. وتضيف العسيري: ندرك أن الحياة الزوجية شراكة مبنية على الحب والتفاهم، وأن لكل طرف دوره الذي خلقه الله له، ولكي نصل إلى أجواء مثالية مليئة بالمشاعر الصادقة بين الرجل والمرأة لابد من معرفة بعض الأمور التي تساعد على خلق تلك الأجواء وثباتها والوصول إلى السعادة في الحياة الزوجية وهنا نقول إن المهمة الأساسية والأكبر تكون على المرأة وليس الرجل.. لأنها أكثر عاطفية من الرجل، لذلك تغلب عاطفتها على واقعيتها فتساعد على خلق جوء أكثر هدوء وانسجام، ولذلك تحاول بقدر الإمكان خلق جوء مثالي مليء بالتفاهم والانسجام للرجل، وكذلك الأطفال فهي أكثر مرونة في التعامل مع المشكلة وكذلك أكثر حرصا على اختيار الأوقات المناسبة للنقاش. وبما أننا الآن في أجواء الحجر المنزلي فهو فرصة عظيمة وكبيرة لخلق جوء أسري ملئ بالمحبة والتفاهم. وتخطيط لمستقبل أسري جميل. مها: أمور البيت تستقيم بوجود الرجل وهو القائد والمسؤول تشير مها خالد باقاسي إلى أن وجود الرجل في البيت من الأمور الضرورية والتي تستقيم بها الأمور في الغالب فمعرفة الرجل لمسؤوليته كرب أسرة تقود أفراد العائلة أجمع إلى بر الأمان وتخليه عن هذا الدور يحدث خللًا واضحًا في مسيرة الأسرة ويتعين ثقل الحمل وعظم الأمر على الأم . وحول الجو المثالي الذي تريده المرأة في البيت مع وجود الرجل تقول: طبعًا تختلف الإجابة حسب ثقافة المرأة وتربيتها ووعيها أيضًا بوجوب قوامة الرجل في الحياة عمومًا، فالصواب أن كلًا من الزوجين يتيح للآخر ممارسة دوره في الأسره، المرأة كأم ومربية والرجل كقائد ومسئول بارك الله لنا في أسرنا وحفظ أبناءنا من كل سوء وفتنة. أميرة: الفراغ يدفع قلة من الرجال لإثارة المشكلات بالبيت وتقول أميرة محمد صبياني: رأينا في وسائل التواصل الاجتماعي بعض المشكلات والمواقف العصيبة من كثرة طلبات الرجال من أزواج وأبناء، ومن تدخلات الزوج غير المرغوبة في عمل المرأة وإدارتها لمنزلها؛ وذلك بسبب بقاء الرجل في المنزل ومكوثه الدائم بلا مسؤوليات لفترات طويلة؛ بسبب الحجر المنزلي هذه الأيام - رفع الله عنا وعن المسلمين هذ الوباء وسلم الجميع منه برحمته إنه هو العظيم الحليم. وتضيف: تلك المشكلات ليست عامة في جميع البيوت، وهي قليلة أمام ما نسمع ونرى من مواقف إيجابية ؛ كتقارب الزوجين وجلوسهما مع بعضهما ومع الأبناء واهتماماتهما المشتركة بالأبناء، وتقاربهم وفهمهم لبعضهم البعض وتعرفهم عليهم من قرب، مما يسهم -بشكل جيد- في تعليمهم وتربيتهم ومشاركتهم الاهتمامات والألعاب ويوثق الصحبة معهم ويقرب بينهم ويجعل مشاعرهم أقوى وأوضح. أما عن الجو المثالي الذي تريده المرأة مع وجود الرجل معها لفترات طويلة: فهي تريد جوًا تسوده المحبة والإحترام المتبادل،وابتسامات الرضا والقبول لكل ما تقوم به من جهود، والتشجيع والتعزيز لإنجازاتها ودعمها بالكلمات الإيجابية الجميلة. تريدُ حياة فيها المساندة في أعبائها المنزلية وتربيتها للأبناء، وحتى في علاقاتها الاجتماعية وفي استمتاعها بهواياتها المحبوبة المفضلة، جوًا من المرح والصداقة التي تبدد مشقات الحياة.. تريد جوًا تشعر فيه أنه الأب المربي والمعلم لها وللأبناء بكل رفق ورحمة وسلام. مريم: بقاء الرجال بالمنازل «إجازة» للتقارب والذكريات وتقول مريم أفندي: وجود الرجل في البيت شيء مختلف فلنعتبره مثل نهاية الأسبوع أو إجازة لنتعايش بطريقة مختلفة، ومن الممكن تنظيم برنامج حسب ما يناسب الجميع لتمضي هذه الفتره بذكريات جميلة وفعاليات مفيدة وتقارب وتفاعل مختلف لجميع أفراد الأسرة ليخفف اي ضغط من اي نوع. والجو المثالي أن يكون لكل فرد مساحة خاصة وكل له تخصصه فيها ولا يتعارض مع مجال الآخر مع احترام الاختلاف وتقبله وخاصة مع ما نمر به هذه الأيام يمنح لكل شخص ثقة بالطرف الآخر واحترام لمساحته وتوفير الجو لجميع الأطراف وتضافر الجهود هو اكبر داعم لمجتمع اوسع وتحمل المسؤولية فكلنا مسؤول حفظ الله الجميع والبلاد والعباد. ما تريده السيدات من الرجل في البيت: -1 ممارسة دوره في القيادة والمسؤولية عن الأسرة -2 إيجاد جو صحي مفعم بالثقة والأمان والإيجابية -3 التفاعل مع أفراد الأسرة والقرب من اهتماماتهم -4 الترفيه عن الأسرة واستثمار الوقت لفائدة الأبناء -5 احترام خصوصية المرأة في البيت ومنح مساحة للجميع -6 دعم المرأة ومساندتها في الأعباء وتربية الأبناء -7 الابتعاد عن افتعال المشكلات بسبب الشعور بالفراغ -8 بث مشاعر الدفء والحنان والمحبة للمرأة والأبناء.