قرأت ما كتبه المواطن غانم الحمر في تويتر: «أبلغت أصحاب المحلات المستأجرين لدي والمتأثرين بقرار الإغلاق الاحترازي بأني معفيهم من الإيجارات طيلة وقت المنع ولا أعتبر ذلك منَّة بل واجب تحتِّمه المرحلة ونتعاون من أجله والله يحمي وطننا وأهله وكل من يمشي على أرضه». عشتَ ياغانم روحاً عاشقة للأرض والإنسان، وقد شاهدت الدكتور أحمد قران الزهراني أستاذ الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز في برنامج راصد في صورة الشهم والقرار الضخم عن استعداده وابنته وابن أخيه للمشاركة مع وزارة الصحة في أي عمل تأمره به واستعداده للعمل في المستشفيات والقيام بمهمة عامل نظافة تحت إمرة الصحة، وهو ليس بحديث فقط بل هي أفعال صادقة تدل على أن الوطن في عيون أبنائه وبناته، وهذه حقيقة الكل يعلمها والكل يعرف جيداً أن في الأزمات لا أحد يبقى في الوطن سوى أبنائه وبناته الذين يقدمون له أرواحهم بحب ويموتون دونه وهم يبتسمون. ما تقدَّم هي لقطات مؤثره للمواطن المخلص للوطن.. لكني أسأل اليوم عن أولئك الغائبين عن المشهد الذي كنت أتمنى أن أجدهم فيه وفي مقدمتهم بنوكنا التي وبكل أسف ما تزال بعيدة جداً عن المشاركة الاجتماعية حتى في أصعب الظروف، هذه البنوك التي اعتادت أن تأخذ دون أن تعطي وأن تربح دون أن تقدم شيئاً سوى التعب بسخاء للإنسان الذي وقع معها في التزامات طويلة الأجل، فهل يا ترى تخجل اليوم وتقدِّم بعضاً من معونات أو تسهيلات أقلها تأجيل الأقساط حتى تنتهي الأزمة أو تخفيض الفوائد أو تسهيل عملية الاقتراض أو تقديم الدعم لبناء مستشفيات مؤقتة أو.. أو ... الخ، كما أود أن أسأل أيضاً عن رجال الأعمال الغائبين والذين يتبرعون للخارج وهم يأكلون من خير البلد، أين هم اليوم عن المساهمة مع الوطن في هذه الأزمة؟!، كما أسأل عن المستشفيات الخاصة، هل يا ترى تدري بما يجري وماذا عليها فعله..؟، وكذلك الشركات والمؤسسات التي تعلم أن هذه الأزمة ليست عادية، بل هي أزمة عالمية، وعلى الكل أن يقدِّم بسخاء كل ما بوسعه وأكثر للوطن الذي قدَّم لهم الكثير، وحان وقت البذل اليوم. (خاتمة الهمزة).. في كل أزمة ينكشف الغطاء عن الرؤوس المندسَّة خلف شعارات الوطنية والتغنِّي بها.. كل هؤلاء هم اليوم في وضعية «اعمل نفسك ميت»، وحسبنا أننا مع الله ثم الوطن في السرَّاء والضرَّاء ومع والدنا وقائدنا الملك سلمان يحفظه الله.. حفظ الله الوطن.. وهي خاتمتي ودمتم.