معالي وزير الصحة أكد في مؤتمر صحفي عقده يوم الاثنين الماضي أن هناك 118 حالة مصابة بفيروس كورونا الجديد في المملكة تعافت منها 6 حالات وإجمالي من تم عزلهم بإشراف الوزارة أكثر من 8 آلاف حالة وقد تم فحص أكثر من 700 ألف فرد مع الإشارة بأن كل الحالات التي تم اكتشافها في المملكة كانت إما قادمة من الخارج أو مخالطين لهم، كما أكد أن المرحلة المقبلة هي الأهم والتي ستكون حاسمة وحرجة في تحديد مسار هذا الوباء مشيراً إلى أننا «نعتمد بعد الله على استشعار الجميع المسؤولية في حسر انتشار المرض، والعائدون أمامهم مسؤولية كبيرة تجاه أهاليهم ومجتمعهم في بقائهم في العزل لسلامتهم وسلامة الجميع» مؤكداً أهمية الوعي المجتمعي لتجاوز هذه الفترة الحرجة. نعم فإن الأيام المقبلة ستكون أيام حرجة وعلى جميع المواطنين والمقيمين استشعار المسؤولية وضرورة اتباع الإرشادات والتعليمات من الجهات الرسمية والتي توصي في معظمها بأهمية لزوم المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة فالأرقام لا تكذب وفيروس كورونا الجديد ينتشر في معظم دول العالم بوتيرة واحدة ولا يفرق بين دولة وأخرى ولا يقف عند أي حدود غير أن الإحصاءات المعلنة عن تفشي ذلك الوباء تؤكد بأن معدل الانتشار يعتمد بشكل كبير على الإجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة من قبل كل دولة. في إيران لم يتم أخذ أي تدابير أو إجراءات احترازية جادة للتصدي لتفشي الفيروس خلال بداية انتشاره الشهر الماضي حتى أصبحت اليوم أكبر بؤرة لتصدير الفيروس للدول المجاورة وبلغ عدد المصابين فيها أكثر من 15 ألف مصاب في حين بلغ عدد الوفيات 853 حالة وفاة وسجلت الاثنين الماضي أكبر معدل وفاة في يوم واحد حيث بلغ عدد الوفيات في اليوم 129 حالة وفاة، وتكرر الأمر في بعض الدول الأوروبية وفي مقدمتها ايطاليا حيث لم تتوقف المدارس فيها إلا بعد أن تجاوزعدد حالات المصابين 3 آلاف حالة وبلغ عدد المتوفين 107 أشخاص، وتعتبر إيطاليا اليوم أكبر بؤرة أوروبية للإصابة بالفيروس، وقد توفي فيها يوم الأحد الماضي فقط 368 مصابًا، أما في فرنسا فلم يتم إغلاق المدارس وأخذ الاحتياطات اللازمة إلا بعد بلوغ عدد الحالات المصابة قرابة 3 آلاف حالة أيضًا ووفاة 61 حالة وهي اليوم تعلن عن الحجر الصحي العام. المرحلة القادمة هي مرحلة تحد كبير لنا وهي مرحلة الحسم في معركتنا مع هذا الوباء الشرس ونحتاج فيها إلى المزيد من الإلتزام والصبر والوعي والتضامن في البقاء في المنزل وعدم الخروج إلا في الضرورة القصوى مع أخذ كافة الاحترازات الوقائية والإرشادات التي تقدمها الجهات الرسمية حتى نصل إلى مرحلة الانحسار بإذن الله.