تُعد موجة النزوح التي تشهدها محافظة إدلب السورية منذ بداية ديسمبر، حيث فر نحو 700 ألف شخص من التصعيد العسكري لقوات النظام، الأسوأ منذ بدء النزاع في سوريا قبل نحو تسع سنوات، وفق ما أعلنت الاممالمتحدة اليوم الثلاثاء. وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ديفيد سوانسون، لوكالة فرانس برس "خلال عشرة أسابيع فقط، ومنذ الأول من ديسمبر، نزح نحو 690 ألف شخص من منازلهم في إدلب والمناطق المحاذية لها". وأضاف "إن هذا العدد، وبحسب تحليل أولي، يعد الأكبر لنازحين (فروا) في فترة واحدة منذ بداية النزاع في سوريا قبل نحو تسع سنوات". وفي ديسمبر، بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً، وتؤوي ثلاثة ملايين شخص، نحو نصفهم من النازحين. وخلال السنوات الماضية، ومع تقدم قوات النظام تدريجياً ضد الفصائل المعارضة، تحولت محافظة إدلب إلى وجهة لآلاف المدنيين والمقاتلين المعارضين الذي رفضوا البقاء في مناطق استعادتها دمشق. وتنتشر في المحافظة عشرات المخيمات وغالبيتها يتركز قرب الحدود التركية شمالاً. وتفاقم موجة النزوح اليوم الوضع الإنساني السيئ أساساً في إدلب منذ نزوح أكثر من 400 ألف شخص منذ نهاية أبريل حتى نهاية أغسطس جراء حملة عسكرية مماثلة لدمشق بدعم من موسكو في تلك الفترة. وحذرت منظمات إنسانية دولية من "كارثة إنسانية" جراء موجة النزوح الضخمة. وتزداد معاناة النازحين مع انخفاض حاد في درجات الحرارة. ولجأ الجزء الأكبر منهم إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات قرب الحدود التركية في شمال إدلب، لم يجد كثر خيم تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، واضطروا إلى البقاء في العراء أو في سياراتهم أو في أبنية مهجورة قيد الإنشاء وفي مدارس وحتى مساجد. وبين هؤلاء من عانى رحلات النزوح مرات عدة، كما تغلق تركيا حدودها أمامهم، وهي التي تستضيف أكثر من 3,5 مليون لاجئ سوري. ووفق الأممالمتحدة، فإن النزاع السوري تسبب بأكبر أزمة لجوء في العالم منذ الحرب العالمية الثانية مع فرار 5,5 مليون شخص من البلاد ونزوح أكثر من 6,6 مليون داخله.