لم يتوقع يوما من الأيام سكانُ قريةِ كونتامين مونجوا في أعالي جبال الألب الفرنسية أن تتصدر قريتُهم عناوين الأخبار بسبب فيروس كورونا القادم من الصين.. فهذه القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها الفين ومئة نسمة على مدار العام وخمسة عشر ألف نسمة في موسم التزلج، والسببُ زائر بريطاني أتى بالفيروس. من خلال كوخ ريفي انتقل فيروس كورونا إلى جبالِ الألب الفرنسية عن طريقِ بريطاني أقام في آسيا وتحديدا سنغافورة ومن ثم عاد ليقضي إجازتَه مع عائلتِه وأصدقائه في كوخ بقريةِ كونتامين، كان عددُهم جميعاً 11 شخصا وبعد التحاليل تبين أنّ خمسةً منهم يحملون فيروس كورونا أربعةُ بالغين وطفل . كان هذا الطفُل البريطاني يتعلم اللغة الفرنسية في مدرسةِ القرية الوحيدة والمغلقةِ اليوم إلى إشعارٍ آخر، والغريبُ في الأمر أنّ أطفالا فرنسيين آخرين اختلطوا مع هذا الطفل ولم تظهر عليهم أعراضُ كورونا . جيرياد جدّ أحد هؤلاء الأطفال يقول حفيدي الذي كان يتشارك المقعد مع هذا الطفل البريطاني لم يصب بكورونا وهذا خبر جميل، أعتقد أن هذا الطفل البريطاني أصيب بكورونا عن طريق أسرته وأصدقائه الذين كانوا يسكنون معه في الكوخ وليس عن طريق مدرستنا. وبالرغم من القلقِ وانتظارِ ظهورِ نتائج التحاليل من مراكزِ فحصِ عيناتِ الدم في مستشفياتِ ليون وغرنوبل إلا أن سكانَ البلدة منقسمو الرأي، التقينا رئيس بلدية كونتامين مونجوا . وقال "بدا الخوف على سكان قريتنا عندما سمعوا بفيروس كورونا هنا، اليوم باحثون وأطباء يقومون بتحاليل معمقة لمعرفة إذا كانت الفحوصات التي أجريت على أطفال قريتنا سلبية أم ايجابية".