قتل 543 شخصًا على الأقل منذ بداية التظاهرات المناهضة للسلطة في العراق في الأول من اكتوبر الماضي، حسبما أفادت مفوضية حقوق الانسان الحكومية في تقرير اطّلعت عليه وكالة فرانس برس أمس الجمعة. ولم تعلن وزارة الصحة عن أي حصيلة باستثناء اليوم الاول من التظاهرات، التي تطالب برحيل الطبقة السياسة الحاكمة المتهمة بالفساد، والتي ووجهت بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي والاغتيالات. وبعد أكثر من 4 أشهر على اندلاع الاحتجاجات، خرجت المفوضية العليا لحقوق الانسان عن صمتها، بعدما كانت اتّهمت في السابق مؤسسات حكومية بالامتناع عن تزويدها بأعداد القتلى والمصابين والموقوفين. وبحسب المفوضية، أحد أكثر الأصوات الحكومية انتقادا لطريقة إدارة السلطة للأزمة، قتل 543 شخصا منذ انطلاق التظاهرات بينهم 276 في بغداد وحدها. كما أوضحت أن بين القتلى 17 من عناصر الأمن. وتقول مصادر طبية لفرانس برس إن عدد المصابين بلغ نحو 30 ألفا منذ بداية التظاهرات، بينهم آلاف أصيبوا بطلقات نارية، علما أنّ الحكومة تتّهم مسلّحين مجهولين بالوقوف وراء عمليات إطلاق النار. ويوجّه المتظاهرون من جهتهم أصابع الاتهام لقوات الأمن ومقاتلي الجماعات المسلحة المختلفة والعناصر التابعة لأحزاب سياسية. وشدّد بيان صادر عن وزارة الداخلية العراقية، الجمعة، على أن التحقيقات جارية لمعرفة المتورطين في الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظتي النجف وكربلاء. وأشار البيان إلى أن «قوات الأمن تقوم بواجباتها لحماية المتظاهرين السلميين ومنع الاعتداء عليهم»، مضيفا «ندعو المتظاهرين إلى ضبط النفس والمحافظة على المصالح العامة والخاصة». وشهدت النجف، التي تبعد 75 كيلومترا عن كربلاء، «أحداثا دامية»، أسفرت مقتل 8 متظاهرين، مساء الأربعاء، إثر هجوم لأنصار التيار الصدري في ساحة الاعتصام بالنجف. وقالت مصادر: إن أنصار التيار الصدري، الذين باتوا يرتدون قبعات زرقاء، أطلقوا النار بكثافة في ساحة الاعتصام. إلى ذلك، شهدت محافظة ذي قار، أمس الجمعة، مسيرات طلابية رفعت خلالها هتافات ضد إيران وضد تكليف رئيس الوزراء محمد علاوي. وتعالت أصوات المعتصمين، منددة باختيار علاوي، ملمحين إلى انصياع السياسيين لما تريده «الشقيقة» أو الجارة في إشارة إلى إيران. أما في النجف وكربلاء، المدينتين اللتين شهدتا خلال اليومين الماضيين، اشتباكات بين أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وبين المتظاهرين، أدت إلى مقتل 8 محتجين، فقد عاد المتظاهرون إلى ساحات الاعتصام، كما شهدت مدينة الديوانية (مركز محافظة القادسية) وقفات طلابية في جامعة القادسية، حيث رفع الطلاب شعارات مناصرة للمتظاهرين في العاصمة العراقية والنجف وكربلاء.. وأعلنت جامعات ميسان (شرق البلاد على الحدود مع إيران) الاتفاق بين تنسيقيات التظاهر على الاستمرار بالاعتصام والتظاهر حتى تحقيق المطالب. كذلك، شهدت مدينة الرميثة، مركز محافظة المثنى (جنوبالعراق) هتافات ضد مقتدى الصدر. وفي السماوة (محافظة المثنى) هتف المتظاهرون ضد إيران، معتبرين أنها من ضغطت من أجل تكليف محمد علاوي. كما عمد عدد من المحتجين إلى غلق طريق مستودع الفاو النفطي في البصرة (جنوباً). السيستاني يدعو لحكومة تحظى بثقة الشعب ندد المرجع الشيعي بالعراق علي السيستاني أمس بالعنف الذي أودى بحياة محتجين في مدينة النجف بجنوب البلاد هذا الأسبوع وقال إن أي حكومة عراقية جديدة يجب أن تحظى بثقة الشعب ومساندته. ودعا في خطبة ألقاها ممثله خلال صلاة الجمعة في مدينة كربلاء، قوات الأمن العراقية لحماية المحتجين السلميين من المزيد من الهجمات.