وبخ آية الله العظمي علي السيستاني، المرجعية العليا لشيعة العراق، قوات الأمن اليوم الجمعة لتقاعسها عن حماية محتجين قتلوا في اشتباكات مع جماعات مناوئة هذا الأسبوع بمدينة النجف في جنوب البلاد وحث السياسيين على اختيار حكومة جديدة تحظى بثقة الشعب. وأودى العنف بمدينة النجف، حيث مقر السيستاني، إلى مقتل ثمانية متظاهرين على الأقل عندما اقتحم أنصار رجل الدين مقتدى الصدر مخيما لمحتجين مناهضين للحكومة. وكشفت الواقعة عن توتر جديد بالعراق حيث قتل زهاء 500 شخص في الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر. وشهدت الأحداث الأخيرة وقوف محتجين شبان مناهضين للحكومة في وجه العديد من أنصار الصدر المعروفين باسم أصحاب القبعات الزرق. وهاجم أصحاب القبعات الزرق محتجين في مناسبات عديدة بعد توصل الصدر والكتل السياسية المتحالفة مع إيران إلى اتفاق على تسمية رئيس الوزراء الجديد محمد توفيق علاوي وهو خيار يرفضه المحتجون. وندد السيستاني على لسان ممثله بخطبة الجمعة في كربلاء بالعنف في النجف وحمل قوات الأمن المسؤولية. وقال السيستاني إنه يجب على قوات الأمن “أن تتحمل مسؤولية حفظ الامن والاستقرار، وحماية ساحات الاحتجاج والمتظاهرين السلميين، وكشف المعتدين والمندسين، والمحافظة على مصالح المواطنين من اعتداءات المخربين”. وقال إن أي حكومة عراقية جديدة يجب أن تحظى بثقة الشعب ومساندته. وأضاف “الحكومة الجديدة التي تحل محل الحكومة المستقيلة يجب أن تكون جديرة بثقة الشعب وقادرة على تهدئة الأوضاع واستعادة هيبة الدولة والقيام بالخطوات الضرورية لإجراء انتخابات مبكرة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال أو السلاح غير القانوني أو للتدخلات الخارجية”. “خيانة” من الصدر كان بعض المحتجين يأملون في أن يرفض السيستاني ترشيح علاوي الذي أُعلن قبل أيام منهيا أسابيع من الجمود بين الكتل السياسية. وقال أحد المحتجين ببغداد ويدعى مهدي عبد الزهرة “نأمل أن يرفض السيستاني (ترشيح) علاوي والاتفاق بين الأحزاب اليوم الجمعة”. وتجاوزت كتلة الصدر البرلمانية خلافاتها مع تجمع أحزاب مدعومة من إيران من أجل تأييد ترشيح علاوي. وهدد الصدر مرارا بدعوة اتباعه للانضمام للاحتجاجات المناهضة للحكومة. وشارك أنصاره ومنهم أصحاب القبعات الزرق بشكل غير رسمي في الاحتجاجات، وتولوا حماية المحتجين في بعض الأحيان من هجمات قوات الأمن وأفراد فصائل متحالفة مع إيران. ويرى كثير من المحتجين تحرك الصدر لدعم علاوي ودعواته التالية لأصحاب القبعات الزرق بإزالة مخيمات الاحتجاجات بأنها خيانة. وقال عبد الزهرة من ساحة رئيسية ببغداد حيث وقعت مناوشات بين المحتجين والشرطة “اعتدت على دعم حركة الصدر لكن بمجرد قيامه بذلك توقفت. حذفت كل منشوراتي على فيسبوك التي أيدته فيها”. وتفجرت الاحتجاجات في أكتوبر تشرين الأول وامتدت إلى مدن الجنوب الشيعية. وقتلت قوات الأمن ومسلحون مجهولون نحو 500 شخص منذ ذلك الحين.