وجهت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا، رعاياها بضرورة توخي الحذر، والابتعاد عن أماكن الازدحام، مع إتباع الإجراءات المعلنة من قبل وزارة الصحة بالمملكة، وذلك تفاديًا للإصابة بفيروس "كورونا"، بعد أن ارتفعت المخاطر بانتشار هذا المرض في تركيا، نتيجة للإجراءات المتساهلة التي أبدتها أنقرة حيال رعاياها القادمين من الصين، وخصوصا من مدينة ووهان الصينية، التي شهدت بداية انتشار المرض، وأصبحت مدينة موبوءة، حيث تشير المصادر إلى أن تركيا أجلت 42 شخصًا من رعاياها وغيرهم من ووهان باستخدام طائرة عسكرية، غير مجهزة بشكل طبي للتعامل مع أشخاص يحتمل إصابتهم بالفيروس، حسب ما أشار إلى ذلك مراقبون، معتبرين أن هذا المساك يشير إلى عدم اكتراث الحكومة التركية للعواقب التي يُمكن أن يتسبب بها هذا الإجراء.. ليأتي تحدذير السفارة السعودية منسجمًا مع المخاطر المحتملة جراء هذا التساهل مع هذا المعدي، وحرصًا على رعاياها وسلامتهم، مع الإشارة إلى أن هذا التحذير ليس هو الأول للسفارة السعودية في تركيا، فقد سبقته تسع تحذيرات وتنبيهات مختلفة خلال أقل من عام، لظروف متباينة، ومواقف مختلفة، الأمر الذي اعتبره كثيرون دليل على ارتفاع مخاطر السياحة لتركيا، وهو ما وضح جليلاً في انخفاض نسب السيّاح السعوديين لتركيا. تاريخ مع الأوبئة والكوراث.. وانتشار للجريمة وفي حال انتشار "كورونا" في تركيا كما هو متوقع، فإن ذلك لن يكون مستغربًا، فقد سبق وأن اجتاحت تركيا عدة فيروسات منها الجرب وحمى غرب النيل، والحصبة والجمرة الخبيثة، ونتذكر أن السلطات التركية كانت قد أغلقت مؤخرًا المدرسة المهنية العليا للشرطة في منطقة "صاريير" بإسطنبول لمدة 10 أيام وذلك لانتشار مرض الجرب في مبانيها، الأمر الذي استدعى إغلاقها للقيام بأعمال التطهير وتجنب انتشار المرض.. وتترافق مع هذه الأوبئة مخاطر أخرى تواجه السيّاح من كل الجنسيات تتمثل في الكوراث الطبيعية التي تضرب الأراضي التركية، ومنها الزلازل المدمرة، التي كان آخرها زلزال ألازيغ المدمر الذي سجل قوة 6.8 على مقياس ريختر، مخلفًا وراءه 41 قتيلًا، وعددًا كبيرًا من الإصابات، وبحسب الخبراء فإن الأراضي التركية عرضت لمثل هذه الزلازل المدمرة في أي وقت. ويمثل انتشار الجريمة في أوساط الأتراك عاملاً إضافًا من العوامل المنفرة والطاردة للسياحة في أراضيها، فواقع الحال يشير إلى أن سوء الأوضاع المعيشية في أوساط المواطنين الأتراك دفعهم إلى الدخول إلى عالم الجريمة من أوسع الأبواب، وأكثر الجرائم انتشارًا السرقة تحت التهديد، والاختطاف مع طلب الفدية، والنصب والاحتيال، وغالبًا ما يكون المستهدف الأول في هذه الحالات هم السياح، وهو ما حذرت منه السفارات الخليجية في تركيا ومن بينها السفارة السعودية بعد أن تعرض الرعايا الخليجيون لمثل تلك الممارسات، مصحوبة في الغالب باعتداء لفظي وشتائم وجسدي. وكان طبيعيًا أن تكون المحصلة من كل ذلك تراجع في نسب إقبال السياح عمومًا، والسعوديين خصوصًا، التي سجلت تراجعًا في العام الفائت بنسبة 23.19%، والنسبة مرشحة للارتفاع بشكل في هذا العام وما يليه، طالما بقيت تركيا على هذا الحال من الأوضاع المتردية.