تحاول السلطات التركية إخفاء العوامل المؤثرة على نشاط قطاعها السياحي والذي يعد الرافد الأهم للدولة، حيث بدأ المدعي العام في أنقرة بتحقيقات واسعة ضد 50 شخصاً شاركوا منشورات الزلزال الذي ضرب ولاية آلازيغ في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي. كما وصفت السلطات التركية ناشري وقائع الزلزال ب"المحرضين"، خوفًا من انتشار الصور وتأثر القطاع السياحي وعزوف السياح عنها، على الأخص عقب ارتفاع التحذيرات من السفر لتركيا بعد تفشي وباء الجرب الفترة الماضية، والذي لايزال يسجل أعداداً كبيرة في ظل تكتم الإعلام التركي. وكشف مراقبون أن قطاع السياحة في تركيا قد شهد بعض الانتكاسات والتراجع لا سيما مع تزايد حالات النصب والاحتيال والاختطاف للسائحين العرب والخليجيين خاصة، مما أدى إلى عزوف الكثير من السياح، خوفًا من تعرضهم لبعض المخاطر الناجمة عن أي عدوان تقوم به العصابات المنتشرة في الشوارع. ولا تزال السلطات التركية مستمرة بحملات تشجيعية للسياح لزيارة تركيا، لكنها حتى الآن لم تحظ بالانتشار والتأثير، بعد أن بات معلوماً لدى السائح العربي أن السلطات التركية تتهاون بشكل لافت في الحد من السرقات التي يتعرضون لها، إلى جانب الوضع الأمني المتدهور في البلاد. وأطلق عدد من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي حملات شعبية تدعو لمقاطعة السياحة التركية عبر هاشتاق تصدر قائمة الأكثر انتشاراً، رداً منهم على تهاون السلطات التركية في التعامل مع حالات الإعتداء والإختطاف التي يتعرض لها السياح. وسبق أن تداول مغردين حادثة الاعتداء على إماراتي بالمطرقة والتي كشفت الهمجية والعنصرية التي يتعرض لها السياح العرب، في تركيا. وعلى صعيد متصل، سبق أن تعرض سائحين سعوديين أثناء وجودهما في إحدى المقاهي بمنطقة "شيشلي" في إسطنبول لاعتداء مسلح من قبل مجهولين، نتج عنه إصابة أحدهما بطلق ناري، وسرقة أمتعتهما الشخصية، وهو ما فضح الإعلام التركي في محاولة منه لإخفاء الحادثة وتفاصيلها. الجدير بالذكر أن استهداف السائحين العرب وسرقة أمتعتهم من الظواهر المتفشية في المناطق السياحية بتركيا، دون تفاعل من السلطات التركية في حال تقدم السائح بالشكوى. وكانت سفارات الدول العظمى وأهمها سفارة المملكة العربية السعودية في أنقرة والتي أطلقت سبعة تحذيرات من السياحة في تركيا، بالإضافة إلى تحذير أكثر من 5 دول عظمى من السفر إلى تركيا وأبرزها الولاياتالمتحدة وألمانيا بريطانيا وكندا ونيوزلندا.