يتحرك الإيمان في قلب المؤمن تحرك الماء في عروق الزهرة، يضفي الإيمان على الوجه نوراً وعلى القلب الصحوة واليقظة والماء يعطي الزهرة النمو والرائحة الذكية، وبدون الإيمان لا يحيا القلب وبدون الماء تموت الزهرة، فالقلب لا يعد حياً وإن كان الدم يجري منه وإليه بصورة سليمة لأن حياة القلب بالإيمان وموت القلب بفقدان الإيمان فلولا الإيمان ما تغلب الشخص على الصعاب فالدول المتحضرة في مجال الطب تستطيع زراعة القلب لكنها لا تستطيع أن تزرع الإيمان فالإيمان يزداد بقراءة القرآن الكريم والإيمان يزداد نتيجة مشاهدة زهرة أو رؤية عصفور جميل، إذن فالعلاقة بين الإيمان وبين ما في الكون قوية جداً بشرط أن يكون القلب صالحاً إيمانياً. ونعمة الإيمان محروم منها كثير ومئات من البشر بل الملايين من البشر لماذا؟ لماذا حرموا من هذه النعمة وهي أهم ما في القلب! لماذا لا يبحثون عنها؟ هم في الحقيقة أحياء يتحركون ولكن حياتهم أشبه بحياة الأنعام وهناك كثير من المواقف الإيمانية قرأت عنها ولكن الموقف الإيماني الفريد الذي ازداد به إيماني هو موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرجع من الطائف وقد أدمى عقبه الشريف من حجارة الأعداء ومع أنه يتألم فهو يتلذذ ويقول (إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي...).. هذه هي الحياة كيف حُرم منها الكثيرون فقد آمن الرسول صلى الله عليه وسلم إيماناً لا تزنه حتى الجبال الراسيات فنحن يجب علينا البحث عن زيادة الإيمان باستمرار. إذن فالإيمان للمؤمن كالماء للزهرة مع فارق واحد هو أن فاقد الهواء والماء يموت فيُقبر أما فاقد الإيمان فيموت ومع ذلك يبقى بين الأحياء ويمشي معهم. وصدق الله العظيم حيث يقول (أَوَمَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) الأنعام 122.