يقتصر حق الكلام في محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تنطلق اليوم الثلاثاء، في مجلس الشيوخ ضمن آلية عزله، على فريقي الاتهام والدفاع والقاضي المكلف الإشراف على المداولات، على أن يوجه أعضاء المجلس المئة الذين يؤدون دور المحلفين، أسئلتهم خطيا. دفاع قوي تحت أضواء الإعلام لن يمثل دونالد ترامب في محاكمته وسيمثّله المستشار القانوني للبيت الأبيض بات سيبولوني ومحاميه الشخصي جاي سيكولو. وسيبولوني حقوقي يبلغ من العمر 53 عاما عمل في مجال قانون الأعمال غير أن خبرته في المرافعات محدودة. وهو كاثوليكي مؤمن وأب لعشرة أولاد. أطباعه على طرفي نقيض مع ترامب، وهو هادئ وقليل الكلام. غير أن سيبولوني وسيكولو على توافق تام حول جوهر القضية، ولا سيما في قراءتهما لصلاحيات الرئيس. وكتب بات سيبولوني في تشرين الأول/أكتوبر الرسالة من ثماني صفحات التي اعتبر فيها البيت الأبيض أن التحقيق في سياق عزل الرئيس غير دستوري وأن على أعضاء الإدارة عدم التعاون مع الكونغرس بهذا الصدد. وقد يوكل الكلام إلى جاي سيكولو (63 عاما) المعتاد على المداخلات عبر محطات الإذاعة والتلفزيون المسيحية، وسبق أن قدم عدة مرافعات أمام المحكمة العليا الأميركية في عدة ملفات جرائم كبرى، ولا سيما في محاكمة أو. جاي. سيمسون الشهيرة بتهمة القتل. فريق اتهام شديد التصميم ومتنوع الأعضاء أوكلت مهام الادعاء على ترامب إلى سبعة نواب ديموقراطيين هم ثلاث نساء وأربعة رجال، وجميعهم ذوي خبرة قضائية. ويعكس هذا الفريق تنوع الحزب إذ يضم عضوين من السود وامرأة متحدرة من أصول لاتينية. أشرف المدعي العام آدم شيف (59 عاما) بصفته رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب على التحقيق في القضية الأوكرانية التي يعرفها بأدق تفاصيلها. والنائب عن كاليفورنيا الهادئ الأطباع والخفيض الصوت معروف بدقة عمله ومنهجيته، ما سيساعده على طرح عناصر الملف المعقد بشكل واضح. وأصبح هذا المدعي العام الفدرالي السابق الذي كتب في التسعينات بضع سيناريوهات لهوليوود، من الشخصيات التي يصب دونالد ترامب عليها غضبه، وأطلق عليه عدة ألقاب منها "شيف المخادع". ويدعمه في دوره رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جيري نادلر (72 عاما)، الذي يتعرض هو أيضا لهجمات ترامب، وسبق أن تواجها في الثمانينات في نيويورك. وسيتولى هذا السياسي المخضرم الخبير في القانون الدستوري توطيد القاعدة القانونية لملف الاتهام. قاض "حكم" متواضع يتولى رئيس المحكمة العليا جون روبرتس بموجب الدستور الإشراف على المحاكمة. وهو قاض لامع عمره 64 عاما، يشبه عمله بعمل "حكم" رياضي، محاولا على الدوام النأي بنفسه عن المعارك السياسية والحزبية. وهذا المحافظ الذي عينه الرئيس الأسبق جورج بوش في المحكمة العليا، شديد التمسك باستقلالية القضاء، وتصدى لترامب في 2018 دفاعا عن قاض اتهمه الرئيس بالانحياز. وتحدّ قواعد مجلس الشيوخ من هامش المناورة أمام جون روبرتس، ومن المتوقع أن يعتمد موقفا متواضعا خلال المحاكمة. كلمة الفصل لن يستمع أحد إلى صوت زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ إذ سيطرح أعضاء المجلس أسئلتهم خطيا، لكن ميتش ماكونيل سيحرك كل الخيوط في الكواليس. وسيبذل هذا المدافع الشديد عن الرئيس كل ما بوسعه حتى يرفض أعضاء كتلته ال53 من أصل مئة عضو في مجلس الشيوخ طلب الديموقراطيين للاستماع إلى المزيد من الشهود، للدفع في اتجاه إغلاق المحاكمة "بأسرع ما يمكن" بقرار تبرئة، وهو ما يريده ترامب نفسه. والسناتور عن كنتاكي منذ 1984 بدون توقف والبالغ من العمر 77 عاما، هو سياسي محنك يحسن تدبير المناورات السياسية المعقدة دعما للمحافظين. وهو ملقب ب"السلحفاة" بسبب برودته الظاهرية وطول مساره السياسي، وهو يوضح في سيرته الذاتية بعنوان "ذي لونغ غايم" (اللعبة الطويلة) أنه اكتسب هذه القدرة على الصمود من المعارك التي خاضها في شبابه ضد شلل الأطفال وضد رفاقه في المدرسة الذين كانوا يضايقونه.