كشف الديموقراطيون، اليوم الثلاثاء، لائحتي اتهام ضد الرئيس دونالد ترامب تقومان على: 1- إساءة استخدام السلطة 2- عرقلة عمل الكونغرس وفي حال تبنيهما عبر التصويت في جلسة عامة لمجلس النواب يرجح أن تعقد الاسبوع المقبل، سيكون ترامب ثالث رئيس في التاريخ الأميركي يوجه اليه الكونغرس تهمة. ومن غير المتوقع أن يقود ذلك نحو عزله إذ يهيمن الجمهوريون على مجلس الشيوخ الذي سيكون مكلفا محاكمته. وقال جيري نادلر، رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب حيث الغالبية للديموقراطيين، إن "رئيسنا يحظى بثقة العامة. لكن عندما يخون تلك الثقة ويضع نفسه فوق البلاد، فانه بذلك يعرض الدستور للخطر، ويعرض ديموقراطيتنا للخطر ويشكل تهديدا لامننا القومي". من جهته، قال آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات التي أشرفت على التحقيقات طيلة شهرين، إن "سوء استخدام ترامب المستمر للسلطة" لم يترك للديموقراطيين أي خيار. وعلّق ترامب أنّ الاتهامات "مثيرة للسخرية"، وندد مجدداً بما يعتبره "مطاردة" ضدّه. ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الابيض ستيفاني غريشام، إنّ الرئيس "ينتظر أن يبرأ بشكل تام لأنّه لم يرتكب أي سوء". محاولة بائسة ويشدد دونالد ترامب على انّه لم يقم بأي عمل سيء، ويندد ب"مهزلة" يقودها الديموقراطيون لأنهم، وفقا له، عاجزون عن إلحاق الهزيمة به في صناديق الاقتراع. وأضافت غريشام أنّ هذا الإجراء "محاولة بائسة لإطاحة إدارة ترامب ونتائج انتخابات 2016" التي أعطت فوزاً كان مفاجئاً للرئيس الأميركي الحالي. وكان الديموقراطيون أطلقوا في نهاية سبتمبر إجراءات العزل بحق الرئيس الأميركي بعدما أخذوا علما بأنّه طلب من أوكرانيا التحقيق بشأن جو بايدن صاحب الحظوظ الجيدة التي تخوّله تمثيل الحزب الديموقراطي ومواجهة ترامب في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نهاية 2020. وتتهم المعارضة ترامب بأنّه أساء استخدام السلطة لتحقيق غاياته، خصوصا عبر تجميد مساعدة عسكرية لأوكرانيا التي تواجه نزاعاً مسلحا مع انفصاليين مقربين من روسيا. وأكد نادلر أنّ "الرئيس طلب من أوكرانيا وضغط عليها من أجل التدخل في انتخاباتنا الرئاسية في 2020، وهو بذلك انتهك الأمن القومي، وقوّض نزاهة الانتخابات وخرق قسمه للشعب الأميركي". وكان البيت الأبيض أمر عدداً من مستشاري الرئيس بعدم الاستجابة لطلبات المثول وعدم عرض مستندات أمام مجلس النواب، كما اعتبر أنّ التحقيق "غير دستوري". ورأى نادلر، وهو خصم قديم لترامب، أنّ ما يجري "تصرف مألوف" لترامب الذي "يعتقد أنّه غير ملزم بتقديم حسابات لأحد". وقال "علينا أن نكون واضحين، لا أحد بما في ذلك الرئيس يعدّ فوق القانون". تهديد للدستور وفي وقت لاحق، نشر جيري نادلر القرار الرسمي للاتهام، وهو من تسع صفحات. ويقول النص إنّ "سلوك الرئيس أثبت أنه سيمثّل تهديداً للدستور في حال السماح له بالبقاء في السلطة". ونظراً إلى موازين القوى داخل مجلس النواب، فإنّ ترامب شبه متأكد أنّ المجلس سيصّوت على توجيه الاتهام إليه قبل عيد الميلاد. وقبل التصويت في المجلس، يتعيّن على اللجنة القضائية ذات الغالبية الديموقراطية اعتماد القرار في تصويت داخلي مرتقب قبل نهاية الأسبوع. وفي تاريخ الولاياتالمتحدة، فإنّ الرئيسين اندرو جونسون وبيل كلينتون فقط وجّهت إليهما اتهامات في سياق إجراءات العزل في عامي 1868 و1998. أما الجمهوري ريتشارد نيكسون فقد استقال قبل التصويت. وتمت تبرئة جونسون وكلينتون في ما بعد في مجلس الشيوخ المخوّل دستوياً محاكمة الرؤساء، بغالبية الثلثين. ومن المتوقع أن ينجو ترامب من العزل على غرار الرئيسين المذكورين، إذ للجمهوريين غالبية في مجلس الشيوخ ويبدو من الصعب جداً أن ينضم عشرون من بينهم إلى الديموقراطيين ويصوتوا ضدّ الرئيس. ولكن من غير المعروف في هذا الإطار إذا كانت محاكمة ترامب المتوقعة في يناير ستنتهي سريعاً، كما يرغب بعض المقربين منه، أو إذا كان ترامب نفسه سيحوّلها إلى منبر سياسي لصالحه.