إعداد / محمد آل طفيل فتحت منطقة العلا صفحات التاريخ من جديد لتبهر زوارها بما تمتلك المنطقة من قيمة تاريخية فما أن تبدي لك المدينة معالمها الثرية بالتاريخ إلا وتكتشف بين كثبانها وجلاميدها روائع طبيعية فريدة في شكلها وتنوعها قلما تشاهدها في المواقع السياحية العالمية. ولما كانت العلا في سالف العصر جسراً حضارياً بين الشرق والغرب بوصفها إحدى محطات طريق البخور، وملتقى للحوار الثقافي والحضاري سعت الهيئة الملكية للعلا لتجسيد قيم التنوع بإبرازها اليوم من خلال المهرجان العالمي (شتاء طنطورة) الذي يسلط الضوء على الفنون والثقافة والتاريخ والتراث في محافظة العلا، ومكنت عبر فعالياتها السياح والزوار من مختلف دول العالم الاستمتاع بالعروض الفنية والثقافة والمغامرات ،دعمت ذلك الخطوات التي انتهجتها المملكة مؤخرا لدعم السياحة واستقبال السياح عالمياً منها إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية ، فيما أتاحت من خلال الرابط book.experiencealula.com خدمة الحجز وتحديد مدة الرحلة السياحية. وعلى امتداد مساحة العلاء اكتسبت تميزاً نوعياً في انتشار الآثار والمواقع التاريخية والبساتين والقرى الأثرية ، وتوزعت وفق مخطط هندسي طبيعي أذهل من يزورها برغم حداثة برنامج العمل السياحي الذي تقوده الهيئة الملكية للعلا. واستطاعت المملكة أن تكشف عن كنوز العلا للزوار والسياح عبر برامج تسويقية مختلفة عززت من حضوره على مختلف الأصعدة شملت بذلك المؤتمرات والملتقيات والمنتديات العالمية لتصبح العلاء اليوم أحد أهم الوجهات العالمية المسجلة بمنظمة اليونسكو. لم يقف الأمر عند الجانب التاريخي لعاصمة الأنباط الثانية قديماً بل باتت اليوم تسجل رقماً قياسياً في حماية معالمها البيئية وتطويرها عبر مبادرة حماية النمور العربية، التي أطلقتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ومشاريع عدة، تعمل على دعم الحفاظ على هذه الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك برنامج مكثف للتربية وإعادة الإكثار، إضافة إلى إنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي كمنصة فعالة للعديد من المبادرات المستقبلية. وعملت الهيئة الملكية لمحافظة العلاء منذ تأسيسها على دراسة شاملة لتأهيل وتطوير منطقة العلا وآثارها بما يحقق للسائح والزائر أرقى الخدمات إلى جانب الحفاظ على ما تكتنزه المدينة من جمال في الطبيعة وبدون أي تغيير يمكن أن يؤثر على الطبيعة. وجلبت الهيئة لمحافظة العلا عدداً من المطاعم والنزل العالمية بين أوديتها وجبالها صممت وفق أحدث المقاييس الهندسية مع الحفاظ على أدق تفاصيل الطبيعة الخلابة إلى جانب تطوير وتدريب أبناء وبنات المحافظة للقيام بمهام الخدمات والإرشاد السياحي شملت الطبخ والفندقة والسياحة في أكبر وأهم المعاهد العالمية عبر برامج ابتعاث بادرت بها الهيئة. وأكدت الطالبة أمجاد بنت تركي إحدى فتيات محافظة العلا المشمولة ببرنامج الابتعاث في تعلم اللغة الفرنسية أهمية اللغات في التعامل مع السياح إضافة إلى دراسة السياحة وتعليمها لأبناء محافظة العلاء الأمر الذي يسهم في تعزيز السياحة الداخلية والتعرف على ثقافات عالمية متنوعة في الوقت الذي تشهد فيه مدائن صالح والمواقع السياحية في العلا إقبالاً سياحياً عالمياً. . وتتجه العلا إلى أن تستقطب أكثر من مليوني زائر بحلول عام 2035، عبر تطوير محافظة العلا لوجهة تراثية وثقافية وسياحية عالمية استثنائية، وتعزيز قدرة المطار على استقبال الرحلات الدولية المباشرة من مختلف الوجهات الإقليمية والدولية إليها. كما تعمل الهيئة على تطوير ثلاثة منتجعات سياحية في العلا تحمل علامة " أمان " ستُبنى بحلول عام 2023 بما يعزز مستوى الخدمات السياحية في المحافظة. تلك الجهود المؤسسية يقابلها تجانس في غايتها من أهالي المنطقة وهو ما عبر عنه ابن العلا " حامد البلوي " عن سعادته الغامرة بما تحظى به العلا من رعاية واهتمام على المستوى الوطني توجت باستحداث الهيئة الملكية للعلاء للنهوض بمقوماتها الطبيعية والتاريخية ، وقال :" تاريخ العلا يجب أن يكون مفتوحاً أمام العالم " .