يتحدث الاتحاديون عن الأزمة الاتحادية الطاحنة والمستويات الباهتة والخسائر المخجلة، ويفند الكثير الأسباب بمعرفة ودون معرفة، وحق مشروع للمختصين في المجال الرياضي أن يخوضوا في الشأن الاتحادي، ولكن يظل البحث عن المعلومة الصادقة أمر في غاية الأهمية حتى تكون الرؤية منطقية. عمومًا آراء غير الاتحاديين مهما كانت إيجابية ليست مؤثرة ولا سلبية، إلا آراء الاتحاديين أنفسهم فهي مؤثرة سلبًا وإيجابًا، وبكل أسف غالبية آراء الاتحاديين عاطفية، والأسوأ من ذلك أن تصفية الحسابات حاضرة بقوة والفريق يتقهقر وأركان العميد تهتز، ولم يرَ في تاريخه تراجعًا فنيًا أسوأ من المرحلة الأخيرة في آخر سنتين. النقاش يستمر بين الاتحاديين تصفية حسابات، كل يحمل المسؤولية على من لا يحبه، ويستدعي إدارة سابقة لا يحبها ويحمّلها الإخفاقات، وإن أرادوا أن يكونوا منطقيين قالوا إنها تراكمية. يا سادة يا كرام إن لم يلقِ الاتحاديون تصفية الحسابات جانبًا ويركزوا على واقعهم الحالي والبحث عن حلول جذرية، فإن الوضع سيكون من سيئ إلى أسوأ.. الاتحاد دخل النفق الخطير.. نفق الانقسامات وتصفية الحسابات.. العميد يعاني ويعاني، والتكاتف لا زال مفقودًا، حتى المدرج الاتحادي التاريخي تخلى عن الحضور، وأصبح يصر أن يكون القرار له، مع كل الاحترام والتقدير، لم تنجح إدارة يومًا منحت المدرج حق القرارات.. الاتحاد نجح مع الإدارات القوية، من يصنعون القرار ويتركون للجماهير مهمتهم في الدعم والمؤازرة.. صحيح أن آراء الجماهير لا يمكن تجاهلها وتظل محل احترام وتقدير، وتشكل رأي عام اتحادي، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن تكون هي من يدير النادي. قال الرئيس الاتحادي أنمار الحائلي إنه استمع لكلام سييرا لأن سييرا كان مدعومًا من الجماهير، ومن هنا بدأ الخطأ.. سييرا هو من ساهم في قذف الاتحاد للمجهول بقراراته الاعتباطية، مع ذلك خروجه دون بديل كان أمر خاطئ آخر. في قضية داكوستا تجلت العاطفة، وفي «المدينة» كتبنا تقريرًا عن هذا اللاعب، تعاملنا معها بأمانة وتثبتنا من صحة المعلومات، لسنا ضده ولا معه، تابعوا مشهد هذا اللاعب.. مستويات متراجعة وتسبب في الأهداف، واستمعوا لآراء اللاعبين من أبناء العميد.. يهاجمه القائد الاتحادي السابق عبدالله غراب، وينتقده النجم مروان بصاص، ومن ضمن الذين انتقدوا أسلوبه الدولي محمد عبدالجواد، وغالبية اللاعبين يرون أن مستواه متراجع، والأسوأ من ذلك أنه يتعامل بفوقية ولا يحترم القميص الذي يرتديه، إلا بعد أن وُضع في ركن الزاوية بكشف خفاياه من خلف الكواليس.. هنا بدأ يستجدي الجماهير ونجح في ذلك لأن العاطفة غلابة، ولا شك ولا جدال أن اللاعب وإن تراجع مستواه هو أفضل من مدافعي الاتحاد بمراحل، وشخصيًا كنت أتمنى أن تحتوي الإدارة أزمته، وأن يبقى للفترة الشتوية، والكرة مثل السياسة ليس بها انتقام، ولا علاقات دائمة، إنما مصالح دائمة، والمصلحة كانت تقتضي استمراره إلى أن يحضر بديله. أما إدارة الاتحاد فطالما أنها مستمرة فيجب الوقوف معها مع تقويم أخطائها، فمجرد التفكير في بيع عقود اللاعبين أمر خاطئ، وحسب علمي أنه لا نية لها في ذلك باستثناء مقايضة فواز. الاتحاد يغرق، ونجاة المركب بيد الاتحاديين أنفسهم وأولها ترك تصفية الحسابات والوقفة الصادقة مع الكيان، وترك الآراء العاطفية والبحث عن الحلول المنطقية وإنهاء مرحلة المسكنات واللجوء إلى حلول جذرية، عدا ذلك سيبقى اتحادنا الشامخ يدور ويلف حول نفسه. • عبدالله فلاتة