أعلن الرئيس الغيني ألفا كوندي أنه سيعرض على مواطنيه مشروع دستور جديد على الرغم من احتجاجات واسعة على هذه الخطة أسفرت عن سقوط عشرين قتيلاً على الأقل خلال شهرين، وبعدما نشرت الرئاسة الغينية مشروع الدستور، قال كوندي: "إن النص سيعرض على الناس بشكل واسع قبل أن يتبناه الشعب الذي يتمتع بالسيادة"، ملمحًا بذلك إلى أنه سيطرح المشروع للتصويت عليه في استفتاء، وأكد الرئيس الغيني (81 عامًا) الذي انتخب في 2010 وأعيد انتخابه في 2015، ما كان يتوقعه الجميع منذ أشهر، لكنه لم يحدد موعد الاستفتاء على هذا النص، وتنص الماد 40 من مشروع الدستور على أن "رئيس الجمهورية ينتخب بالاقتراع العام المباشر لولاية مدتها ست سنوات يمكن تجديدها مرة واحدة فقط"، بينما حددت مدة الولاية الرئاسية في الدستور المطبق حاليا بخمس سنوات، ولم يعرف ما إذا كان كوندي يريد الاستفادة من الدستور الجديد ليترشح لولاية جديدة في انتخابات تجرى في نهاية ولايته الرئاسية 2020، بينما يحد الدستور الجديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين، وقد امتنع عن ذكر هذه التفاصيل في خطابه. وتشهد غينيا البلد الفقير رغم امتلاكه ثورات معدنية كبيرة، ويبلغ عدد سكانه 13 مليون نسمة تظاهرات حاشدة قمعت بعنف، وقد قتل خلالها عشرون مدنيًا على الأقل وشرطي، ويرى كوندي أن الدستور الذي أقر في 2010 "يتركز على مصالح الشركات الكبرى"، وقد قدم مبادرته الجديدة مساء الخميس على أنها نتيجة "نقاش" يجري حول "الثغرات والتناقضات" الموجودة في الدستور المطبق حاليًا. ألفا كوندي ولد فى (4 مارس 1938) هو رئيس غينيا منذ (21 ديسمبر2010)، بات الرئيس الرابع لغينيا منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1958 عندما أنتخب رئيسًا بعد أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد في 2010، ثم أُعيد انتخابه في 2015 لفترة رئاسية ثانية. ولد في بوكي (الجنوب)، وكان من أشد المعارضين لكل الحكومات الغينية منذ استقلال الدولة عن فرنسا في 1958، حكم عليه بالإعدام في عهد الرئيس أحمد سيكو توري (1958-1984) ولم ينفذ الحكم، كما سجن كوندي لأكثر من سنتين في عهد الجنرال لإنسانا كونتي الرئيس السابق من (1984-2008)، وبعد وفاة الرئيس السابق لإنسانا كونتي في (ديسمبر 2008) بعد 24 سنة في الحكم، قام الكابتن كمارا بالاستيلاء على الحكم، تولى إثره الكابتن موسى داديس كامارا الحكم على رأس نظام عسكري لمدة سنة تقريبًا تخللتها مجازر راح ضحيتها أكثر من 150 معارضًا حتى تعرضه لمحاولة اغتيال، وفي مطلع العام 2010 كلف الانقلابي السابق سيكوبا كوناتي بتنظيم أول "انتخابات حرة في البلاد". وفاز ألفا كوندي بأول انتخابات رئاسية نزيهة في تاريخ البلاد، وكان إعلان فوزه يوم 21 ديسمبر 2010، ومن المصادفة أن ألفا كوندي أقسم اليمين في قصر الشعب أمام القاضي محمدو سيلا الذي حكم عليه سنة 2000 بالسجن خمس سنوات بتهمة "المس بأمن الدولة" والذي يرأس حاليًا المحكمة العليا..