بلا شك كلية المجتمع من الكليات الحيوية، وتقوم باستقبال أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات بعد إتمام مرحلة التعليم الثانوي، ممن يسعون لشغل بعض الوظائف والانخراط في سوق العمل دون الحاجة لتلقي التعليم بالجامعة، ورغم أهمية الكلية إلا أن البعض ينظر إليها على أنها كلية هامشية وللطلاب الضعفاء، ربما لأنها مجانية مقارنة بكلية خدمة المجتمع، وقلة برامجها النوعية، وزادت سلبية النظرة إليها أنها لا تخصص للدارسين مكافآت مالية كزملائهم الآخرين. «المدينة» رصدت في هذا التحقيق أبرز التحديات والصعوبات التي تواجهها كليات المجتمع، والكليات التطبيقية. ولماذا تعاني من أزمة هوية؟ وما الأسباب الحقيقية وراء قصور برامجها عن تلبية تطلعات سوق العمل؟ وما هي الحلول التي يراها الخبراء والمختصون لتحقيق أهداف تلك الكليات؟ د. القرشى: تعاني بالفعل من أزمة هوية يقول الدكتور عبد الرحمن القرشي عميد كلية المجتمع بجامعة نجران: «من يقبل أن يكون قائدا في هذه الكليات لابد أن يكون شخصا مضحيا، مبادرا، صبورا، فهي كليات يعتمد نجاحها بالفعل في المقام الأول على جهود القائمين عليها وكفاحهم من أجل أن يحققوا أهداف كلياتهم»، مؤكداً أن كليات المجتمع تعاني بالفعل من أزمة هوية، فالبرامج متشابهة جدا في أغلب الكليات والسبب هو تجاهل قيمتها الحقيقية في تحقيق الهوية من خلال الدبلومات والبرامج المقدمة وعدم تضافر الجهود بين القيادات العليا وقيادات الكليات لتحقيق ذلك والأهم عدم تحديد بعض الجامعات لهوية خاصة بها تنعكس على برامجها بشكل عام. ويطالب بأن تتحول برامج كليات المجتمع إلى برامج تطبيقية تلبي احتياجات سوق العمل بالتنسيق مع القطاعين الخاص والحكومي وعقد الشراكات معهما بحيث يتم تصميم برامج تطبيقية يمكن بعد الانتهاء منها توظيف الخريج. وأضاف القرشي قائلاً: نتمنى بعد الموافقة على نظام الجامعات الجديد أن تسعى الوزارة لاستبدال كليات المجتمع بكليات تطبيقية تخدم المجتمع وتواكب سوق العمل بما يحتاجه من أيدي عاملة متخصصة ماهرة مدربة مطالباً بإعطاء الصلاحيات الكاملة لكليات المجتمع باستحداث برامجها حسب توصية اللجان الاستشارية للكلية والمنبثقة من رجالات سوق العمل وتسهيل وسرعة اعتماد البرامج وربطها برؤية 2030. صفاء: مع الأسف منعزلة عن المجتمع! وعن سبب عدم تلبية كليات المجتمع متطلبات البيئة المحيطة، سواء زراعية أو صناعية تقول صفاء علي سليمان محاضر بكلية الدراسات التطبيقية بجامعة الملك فيصل بالأحساء: يجب التنسيق بين التخصصات وطبيعية البيئة المحيطة للكلية على سبيل المثال من المعروف تميز الأحساء بوجود آبار البترول فى أطرافها فمن الطبيعى يكون هناك تخصص دبلوم بترول وتعدين لذا اقترح أن يكون فى كل كلية مجتمع أو دراسات تطبيقية وكيل لشئون البيئة من مهامه دراسة احتياجات البيئة المحيطة واستحداث التخصصات ذات العلاقة، وترجع سليمان أسباب الغياب الكامل لأي تنسيق مع قطاعات التوظيف الحكومية والأهلية إلى العوامل التالية: • عدم وجود تخطيط جيد للاتصال المباشر بين شؤون الخريجين وقطاعات سوق العمل المختلفة من خلال قاعدة بيانات للربط بين جميع الاطراف. • عدم وجود تخصصات منتهية بالتوظيف وذلك بالتنسيق مع قطاعات التوظيف الحكومية والأهلية. د. باني: 9 تحديات أمام تطويرها يرصد الدكتور بنيان باني عميد كلية المجتمع بجامعة حائل أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجه كليات المجتمع والكليات التطبيقية كالتالي: - تسرب الطلبة من الدراسة وهي واحدة من المشكلات التي تعاني منها أغلب كليات المجتمع بالمملكة والتي تعزى إلى عدم وجود مكافأة أسوة بزملائهم في الجامعة. - صعوبات التطوير والتغيير السريع للبرامج التطبيقية والمقررات الدراسية بما ينسجم مع التغيرات المتسارعة في المعرفة وسوق العمل المتجدد، وذلك لأن التغييرات تكون مرتبطة باللجان والمجالس الحاكمة، وهذا قد يمر بسلسلة من الممارسات الإدارية البيروقراطية وهذا يترتب عليه وقت الطويل. - صعوبات تعامل الطلبة مع اللغة الإنجليزية. - عدم وجود مكافآت للطلبة مما يجعل الدافعية للتعلم والتدريب لديهم ضعيفة، ويمكن أن يتسربوا من الدراسة مستقبلاً. - وجود تشابه بين برامج كليات المجتمع مع الكليات التقنية في الدبلومات والبرامج المقدمة للطلبة، وهذا يجعل هناك ازدواجية في الأدوار وإهدار للموارد المالية والبشرية. - ضعف الإقبال من الطلبة للدراسة في البرامج التطبيقية لكليات المجتمع، في ظل تقديم الكليات التقنية المكافآت للطلبة وتحفيزهم على التدريب والتعلم، فإن الكليات التقنية هي الخيار الأفضل للطلبة. - ضعف الشراكات مع جهات التوظيف سواء الحكومية أو الخاصة، وهذا من التحديات المهمة لكليات المجتمع كبيئات تعليمية تدريبية تضعف الإقبال عليها من قبل الطلبة. - النظرة الدونية لكليات المجتمع من قبل المسؤولين على التعليم في أغلب الجامعات، واعتبارها أقل من الكليات الأخرى في البيئة الأكاديمية، وذلك لأن طبيعتها تقديم دبلومات أقل من درجة البكالوريوس وأن عملها ثانوي وليس رئيسي. - عدم إتاحة الفرصة للطلبة المتميزين في الانتقال إلى برامج البكالوريوس، حيث إن برنامج التجسير لا يوجد في كثير من كليات المجتمع. 5 مميزات لكليات المجتمع قبولها أسهل من باقي الجامعات لا تشترط الحصول على درجات عالية في اختبارات قياس التمكن في اللغة. تتطلب الدراسة بها عدد سنوات أقل تُمكن الملتحقين بها من الانخراط في الحياة العملية والترقي في الوظائف المختلفة. استيعاب أكبر عدد من الطلاب بأقل تكلفة ممكنة. أهداف الكلية تقديم برامج أكاديمية وتأهيلية معتمدة عقد شراكات مجتمعية فاعلة تهيئة الفرصة لخريجي وخريجات الثانوية العامة لاستكمال دراستهم الجامعية. تلبية احتياجات سوق العمل في القطاعين الحكومي والخاص. 6 شهادات معتمدة لأول كلية مجتمع بالمملكة تعد كلية المجتمع بجامعة الملك عبد العزيز أول كلية مجتمع على مستوى المملكة تتيح للطالب الحصول على شهادات احترافية دولية، بالإضافة إلى الدرجة العلمية التي يحصل عليها خريج الكلية؛ وكذلك ريادتها في إنشاء مراكز اختبارات معتمدة لهذه الشهادات المهنية الاحترافية مثل: الشهادة العالمية «ACCA» التي تصدرها هيئة المحاسبين القانونيين البريطانية في تخصص المحاسبة شهادة «CII» المعتمدة من هيئة التأمين البريطانية في تخصص التأمين شهادات MTA» وMCSA وMCSE»، والتي تمنحها أكاديمية Microsoft في تخصص شبكات الحاسب الآلي شهادة Cambridge في تقنية المعلومات شهادة CCNA التي تمنحها أكاديمية CISCO شهادة Adobe Professional Designer في تخصص التصميم الجرافيكي بالحاسب. الطلاب يتخوفون من مستقبل مجهول يتخوف عدد كبير من طلاب كليات المجتمع الذين تم قبولهم على برنامج الدبلوم،وعبَّر بعضهم عن استيائهم من قبولهم فى بعض البرامج التى لا يرغبون في دراستها، متفقين على أن يتم تحويل الطلاب إلى التعليم الموازي أفضل من الإرغام على برنامج يتجه خريجه إلى «طابور البطالة»- حيث لم توظف خريجيها على الوظائف الإدارية بالجهات الحكومية وأنهم سيتكبدون عناء الدراسة بدون مكآفات وطالب بعض خريجي وخريجات كلية المجتمع بإعادة النظر في إدراج برامج الكلية لخريجي الثانوية ، وتحويلهم إلى أقسام أخرى بالجامعات كالتعليم الموازي للطلاب والسنة التحضيرية للطالبات، حتى يتم دراسة حاجة سوق العمل، وقالت احدى الخريجات انه لم يتم الاعتراف بشهادة البرنامج، وتم توظيف بعضهن بناء على الشهادة الثانوية وبراتب منخفض. ونصحت بعض الخريجات قريباتهن بعدم الدراسة في الجامعة في برنامج كلية المجتمع وتفضيل الجلوس في البيت على الدراسة. 15 تخصصا بكليات المجتمع 1. علوم الحاسب الآلي. 2. الأجهزة الطبية. 3. التمريض. 4. هندسة السيارات. 5. التصميم الداخلي. 6. تكنولوجيا الطيران. 7. علم نمو الأطفال. 8. العدالة الجزائية. 9. خدمات العناية الصحية. 10. العلوم الصحية. 11. إدارة الأعمال. 12. علوم التغذية. 13. تصميم الأزياء. 14. التصوير الضوئي. 15. تكنولوجيا علوم الحرائق. الوظائف المتاحة لخريجي كليات المجتمع فني تحاليل طبية. أخصائي تمريض. أخصائي تغذية. فني برمجيات وحاسب آلي. فني علاج طبيعي. أخصائي تخاطب وتعديل سلوك. موظف إداري. مصمم أزياء. جامعات عالمية تضم كليات للمجتمع جامعة كامبريدج. جامعة بيل. جامعة شانغهاي جياوتونغ. جامعة أوكسفورد. جامعة شيكاغو. جامعة تورنتو. جامعة سيدني. د. صباح: المساءلة غائبة من قبل الوزارة ترى الدكتورة صباح بنت محمد العرفج وكيلة كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بجامعة الملك فيصل أن سبب قصور برامج كليات المجتمع عن تلبية تطلعات قطاع سوق العمل المختلفه يرجع في المقام الأول لعدم الوعي بأهدافها الحقيقية من قبل القائمين عليها علاوة على تكليف القيادات الغير مؤهلة لتطويرها و الغير قادرة على تكوين علاقات متميزة مع قطاعات الأعمال للنهوض بها بالإضافة إلى عدم وجود رصد حقيقي دقيق (من قبل جهات مختصة) لاحتياجات مناطقها ولغياب المساءلة الحقيقية من قبل الوزارة، مؤكدةً أن الجامعة تتحمل مسؤولية كبرى فهي حين تريد أن توجد هذه البرامج فستجد السبيل لذلك من خلال الكوادر المؤهلة والمجالس واللجان الاستشارية. أبرز التوصيات للتطوير • تعزيز التعاون والتكامل بين كليات المجتمع والكليات التطبيقية في المنطقة الواحدة • التكامل مع قطاعات الأعمال من أجل التخطيط لتنفيذ دبلومات معينة وبرامج تخدم منطقتها. • التركيز على الدبلومات التي تتماشى مع هوية المنطقة * تأسيس مجالس ولجان استشارية من رجال الأعمال المنطقة لضمان توظيف مخرجاتها. • منح المكافآت للملتحقين والملتحقات بكليات الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع * جعل البرامج التي برسوم للفئات الأخرى كمن يرغب في الحصول على الدبلوم من حملة البكالوريوس أو من هم على رأس العمل ويلتحقون بدبلومات في الفترة المسائية. • دعم الوزارة للكليات لتحقيق ماهو مأمول منها بمخاطبة الجهات ذات العلاقة كوزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية والوزارات والجهات الأخرى التي تهتم بتوطين الوظائف • الاستفادة من مخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين في توظيفهم في كليات المجتمع بعد تزويدهم بالتدريب المناسب • إعطاء الصلاحيات للكليات لتنمية مصادر التمويل الذاتي لها