برعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أقامت منظمة التعاون الإسلامي احتفال اليوبيل الذهبي للذكرى الخمسين على إنشائها، وذلك مساء أمس، في قاعة ليلتي بمحافظة جدة، وسط حشد رفيع المستوى تمثل في حضور صاحب السمو الملكي، الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير مكة المكرّمة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية دولة المقر، وعدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة، وأعضاء السلك الدبلوماسي في المملكة، ومفكرين ومثقفين وإعلاميين. وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين في كلمته أمام حفل اليوبيل الذهبي، إن عمل المنظمة على مدى خمسين عاما لم يكن ليكتمل لولا جهود قادة الدول الأعضاء الذين آمنوا بأهداف المنظمة، حتى صارت نموذجا للعمل الإسلامي المشترك الذي يشمل جميع المجالات. وتوجه الدكتور العثيمين، في كلمته، بالشكر والتقدير إلى المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رئيس القمة الإسلامية، وولي العهد الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لما تحظى به المنظمة من مؤازرة ودعم فضلا عن دور المملكة الفاعل في وحدة الأمة الإسلامية وإعلاء شأنها، ودعم العمل الإسلامي المشترك، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. واعتبر الأمين العام أن ما قامت به المنظمة من إنجازات يعد تتويجا لجهود الوزراء وأجهزة المنظمة المساندة، الاستشارية، معربا عن تقديره للجميع بهذه المناسبة. ونوه الدكتور العثيمين بجهود المملكة في تطوير قطاعاتها التنموية المختلفة عبر رؤية 2030 والتي تهدف كذلك إلى النهوض بالاقتصاد وتنويع الاستثمار، وقال الأمين العام إن ارتقاء أية دولة عضو إنما يحقق الأهداف التي أنشئت لها المنظمة. وألقى سمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية كلمة دولة المقر في الاحتفالية، وقال إن المنظمة قد دافعت عن قضايا العالم الإسلامي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؛ الهاجس الأكبر للأمة العربية والإسلامية، مشيرا إلى أنها محور اهتمام المنظمة ومحط أنظارها، حتى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الشرعية غير القابلة للتصرف في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية والرفض القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخ والقانوني للقدس الشريف. ونوه بوقوف المنظمة مع الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية بما فيها الروهينغيا. وأضاف الأمير فيصل بن فرحان بأن المنظمة نجحت في الحفاظ على الهوية والقيم الحقيقية للإسلام والمسلمين وإزالة التصورات الخاطئة عن الأمة الإسلامية عبر التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة. وتحدث نيابة عن المجموعة العربية، سعادة السيد محمد بن يوسف مساعد وزير الشؤون الخارجية للشؤون العربية والإسلامية، رئيس الوفد التونسي، فيما قرأت كلمة المجموعة الإفريقية، معالي السيدة لونغا ماكين وزيرة الدولة للشؤون الخارجية بجمهورية الغابون، وألقى معالي الوزير مولود جاويش أوغلو، وزير خارجية جمهورية تركيا كلمة المجموعة الآسيوية. ونيابة عن المملكة المغربية، خاطبت السيدة نزهة الوافي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، الحضور حيث توجهت بالتهنئة إلى الدول الإسلامية بمناسبة يوم تأسيس المنظمة، مشيرة إلى أن المملكة المغربية قد قررت تنظيم احتفالية بذكرى مرور خمسين سنة على إنشائها، وذلك الخميس 12 ديسمبر المقبل في الرباط عاصمة المملكة المغربية، ودعت الحضور للمشاركة في الفعالية. من جهة ثانية، جرى تكريم شخصيات إسلامية على هامش الاحتفالية، وذلك لإسهاماتها الكبيرة في تحقيق أهداف منظمة التعاون الإسلامي، حيث كرمت الاحتفالية معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، من المملكة العربية السعودية، والشرطية المسلمة، نائلة حسن، من نيوزيلاندا، والبروفيسور وقار الدين الناشط في أقلية الروهينغا المسلمة، وفضيلة الشيخ محمود مال بكري الأكاديمي من الكاميرون، بالإضافة إلى الدكتور أحمد عبادي من المغرب، ورجل الأعمال الإماراتي جمعة الماجد.