اليوم يبدأ أكبر اكتتاب في التاريخ، فجميع من يرغب في الاستثمار يمكنه اليوم أن يتقدم للاكتتاب في أكبر شركة نفط في العالم، ويمكنه أن يصبح من أملاك الأسهم في أحد أكبر الثروات الوطنية الموجودة في العالم بل هي المصدر الرئيس لدخل الدولة منذ تأسيسها ولذلك فإن الثقة في الدخول في مثل هذا الاستثمار كبيرة جدًا فهي العصب الرئيس والعنصر الأساسي للتطور والازدهار منذ عشرات السنين. بداية الاكتتاب اليوم لا تعني فقط نجاح القيادة في الوفاء بالوعود وتحقيق التطلعات والمضي قدمًا في تنفيذ رؤية السعودية 2030 ولكن فيها أيضًا دحض للأكاذيب وإزالة الشكوك أمام كل من كان يحاول أن يطعن في مثل هذا القرار الإستراتيجي الهام والذي لم توقفه أي محاولات للتشكيك أو العبث أو التخطيط لإثارة البلبلة والفوضى من خلال الاعتداءات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية والتي لم تؤثر على إمدادات النفط ولكنها في الوقت نفسه أوضحت بأن مثل تلك الاعتداءات لا تهدد المنشآت النفطية السعودية فقط بل تهدد نفط العالم أجمع وتهدد أيضًا أسعار النفط والتي يمكن أن تقفز لمستويات غير مسبوقة في حال سمح العالم بمثل تلك الاعتداءات. هذا الاكتتاب العالمي والتاريخي يرسخ قواعد الشفافية والاستقرار كما يعزز مكانة سوق الأسهم عالميًا ويزيد الثقة فيه ويعد هذا الاكتتاب من أدوات التمويل والاستثمار للأفراد والشركات وهو من الفرص الاقتصادية المميزة والتي ستنعكس على الاقتصاد السعودي إذ ستساهم في زيادة الدخل القومي ودعم الناتج المحلي كما تدعم الخصخصة من خلال نقل جزء من ملكية المشروعات العامة للقطاع الخاص إضافة إلى قدرتها على فتح قنوات استثمارية جديدة وآمنة لم تكن موجودة. إنه يوم تحقيق الحلم الذي تحدث به سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قبل حوالى ثلاث سنوات عندما قدم رؤية المملكة 2030 وهاهو الحلم يصبح اليوم حقيقة وهاهي مبادرات التحول الوطني 2020 تصبح واقعًا ويتحقق أكبر اكتتاب في تاريخ العالم والذي سيساهم في إحداث نقلة نوعية لأكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام في العالم والذي يضمن أيضًا إمدادات الطاقة العالمية بقدرة إنتاجية تصل إلى 15 مليون برميل في اليوم ما يشكل حوالى 10% من النفط في العالم. اكتتاب اليوم يؤكد متانة الاقتصاد المحلي من جهة وثقة المؤسسات العالمية في إدارة المملكة لشؤونها الاقتصادية من جهة أخرى خصوصًا في ظل الإفصاح المعلن من قبل شركة أرامكو عن أرباحها الضخمة والمدعومة بتصنيف ائتماني مرتفع، وستساهم السيولة الكبرى الموجودة في البنوك لتغطية هذا الاكتتاب وتمويله نظرًا للملاءة المالية العالية التي تتمتع بها مما يسساهم في إحداث نقلة نوعية تاريخية وغير مسبوقة في السوق المالية السعودية.