«النخب الثقافية» هل لا تزال موجودة على أرض الواقع أم أصبحت من الماضي؟.. هذا هو السؤال الذي طرحته «المدينة» على مجموعة من المثقفين، لبيان الوجود الحقيقي ل»النخبة» في زمن التواصل الاجتماعي واليوتيوب والإعلام الجديد بصفة عامة، حيث لم تعد الثقافة حكرًا على الأندية الأدبية. معظم الآراء تشير الى أننا بالفعل لم نعد في زمن النخبة الثقافية وأن «المصطلح» نفسه قد تلاشى ولم يعد منه إلا مجرد ذكرى بعد أن ابتلع الزمن المشهد الثقافي الذي كان قائمًا بين جدران الأندية الأدبية التي لم تعد تشهد تفاعلاً كما كان في الماضي بل تبقى فيها عدد قليل يحاولون تصدير أنفسهم ك»نخبة ثقافية» بعيدة كل البعد عن الواقع الشبابي المنجذب لثقافة الإعلام الجديد. السلمي: لسنا في زمن النخب الثقافية قال د. عبدالله السلمي رئيس أدبي جدة لم يعد الزمن زمن النخب الثقافية الذين يشهدون الآن الأنشطة هم النخب، الذي يستهويه النشاط الثقافي والفعالية الثقافية ويتفاعل معها ويتعاطى معها ويحضرها ويشارك فيها ويسأل ويطرح ويجيب هذا هو النخبة. ويضيف: لم تعد النخبة كما هي سابقًا، مصطلح أطلقه مجموعة محددة وقليلة جدًا كادت الآن أن تضمحل أو تضمر أو تنتهي أو تتلاشى ولم تعد موجوده أصلاً بهذا المدلول الذي أطلق عليه مصطلح مرحلي معيَّن. وقال: اليوم «النخب» هي الجيل الشاب الواعي المتفاعل الفاعل في المؤسسات الثقافية بعموميتها الأندية الأدبية وجمعيات ثقافية وفنون مؤسسات ثقافية فعاليات جامعية برامج وزارة الثقافة والإعلام، مواسم ثقافية، هذه هي النخب الحقيقية وهذه النخب التي نسعى اليوم للاستجابة لها، فالأندية الأدبية ليست حكرًا على هؤلاء الذين اصطلحوا على أنفسهم بتسمية نخب وهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة أرادوا هم أن يسموا أنفسهم نخبًا وليسوا كذلك عند كل عاقل وكل من يشهد النشاط الثقافي ويعرف المناشط الثقافية ويعرف الأداء ويعرف العطاء والتفاعل. والمشهد الثقافي يعرف أن هؤلاء لم يعودوا موجودين أصلاً فقد ابتلعهم الزمن انتهوا وأصبحوا من حكم الماضي. النخب الثقافية اليوم هي: هم الجيل الشاب الواعي والواعد والمتفاعل والفاعل مع كل المؤسسات الثقافية يتطلع إليها ويتواصل معها ويشهد مناشطها ويشارك فيها وهو الذي يفعّل هذه المناشط، ونادي جده الأدبي اليوم عند منتدى عبقر مجموعة من الشباب النشط وكذلك رواق السرد وإيوان الفلسفة. الشقحاء: النادي الأدبي فقد هويته أكد الأديب القاص محمد المنصور الشقحاء أن النادي الأدبي فقد هويته وهدفه بعد إشراف وزارة الإعلام من خلال وكالة الوزارة للشؤون الثقافية وتدخلها في برامجه وتعيين مجلس إدارته في أول خطوات التدمير، ما حوله إلى مركز ثقافي تابع للوزارة مع معرفتنا إنه يملك الشخصية الاعتبارية. وأضاف: أجد في النادي الأدبي الأدباء والمفكرين من خلال مطبوعاته ونشاطه المنبري وملتقياته المتخصصة ولنا في النادي الأدبي بالرياض لقربي منه المثال الحي وإن غاب الإعلام - تلفزيون وإذاعة وصحافة عنه-. وهناك أندية أخرى من خلال إدارتها أو سطوة المكان من البداية إضافة الثقافي مثل النادي الأدبي بمكة المكرمة والنادي الأدبي بجدة. وتسابقت باقي الأندية مؤخرًا بإضافة الثقافي لوجود أعضاء في مجلس الإدارة غير أدباء وغير مفكرين، بينما لائحة الأندية الأدبية التي اعتمدها وزير الثقافة والإعلام تقول النادي الأدبي. وأوضح أن غياب النخب الثقافية والفكرية حالة غير مقلقة لخصوصية النادي الأدبي بالأدب إبداع ودراسات وأن غيابنا كأدباء تحكمه العلاقة الشخصية أكثر من توحد اهتمامنا الأدبي وهذا أمر طبيعي ويؤكد أن حياتنا طبيعية بزخمها العام. الشهري: الانفتاح على الثقافة بمفهومها العام قال الدكتور ظافر الشهري رئيس أدبي الأحساء: لم نشكو في نادي الأحساء الأدبي يومًا من الأيام من غياب النخب الثقافية والفكرية عن برامج النادي وأنشطته، كما أننا لم نشكومن قلة الحضور في الفعاليات المختلفة في أية مناسبة، والسبب أننا لم نحصر برامجنا في أمسية شعرية أوقصصية أو محاضرة أو ندوة، وإنما انفتح النادي على الثقافة بمفهومها الواسع، فتنوعت برامج النادي وأنشطته وواكب المناسبات الوطنية والحالات الآنية التي تستدعي حضورًا ثقافيًا وتغطية برامجية مواكبة، وفتحنا المجال للطفل والمرأة والواعدات وأعطينا مساحة واسعة للشراكات المجتمعية والثقافية ووقفنا في منطقة وسط من أطياف المجتمع جميعها، فلم نهمش أحدًا ولم نصادر رأيًا، وهنا نال نادي الأحساء الأدبي ثقة المجتمع الأحسائي بجميع أطيافه القرشي: غياب النخب ليس غريبا أكد الناقد الدكتور عالي القرشي أن غياب النخب الثقافية الفكرية ليس بالغريب ما دمنا الآن في مجتمع متعدد في وسائل النقل والتوصيل الثقافي فأصبح للإنسان وسائل عدة للنقل الثقافي، غير التلفاز أو الصحيفة أو ما إلى ذلك. وأضاف أن الثقافة أصبحت تمر عبر قنوات متعددة وكل إنسان يستطيع الأن أن ينشئ له قناة يوتيوب لكني أظن أن ذلك ليس في صالح النخب الثقافية لاختلاط الأمور فيختلط المثقف بغير المثقف فيكثر من زعم أنهم مثقفون وهم من الثقافة براء.