شهد لبنان، أمس، يومًا طويلا من التظاهرات الطلابية الحاشدة في كل البلاد، فضلًا عن عدة تجمعات أمام مراكز ومؤسسات، تعتبر بابًا للهدر والفساد، بحسب ما أكدت مراسلة «العربية»، الأربعاء، في حين لم تشهد الكواليس السياسية حتى الآن أي حلحلة قد توصل إلى اتفاق يسرع التكليف والاستشارات النيابية والتأليف الحكومي. في المقابل، أعلنت مجموعة لحقي المساهمة في الحراك، الذي انطلق في 17 أكتوبر، ضد النخبة السياسية التي يتهمها المحتجون بالفساد، في بيان الثلاثاء، عن «إطلاق دعوات لامركزية لعدة تحركات في كل المناطق لاستكمال الضغط على قوى السلطة، بالإضافة إلى دعوات لحصار مرافق ومؤسسات تغذي النظام ومراكز الفساد». وصباح أمس احتشدت مجموعة كبيرة من الشبان أمام قصر العدل في منطقة العدلية (بيروت)، ثم انتقلوا الانتقال بعدها إلى مبنى الضريبة المضافة المجاور. كما تجمع قسم آخر أمام «مركز النافعة» في منطقة الدكوانة (المتن- جبل لبنان)، في حين أقفل محتجون مدخل «أوجيرو» (شركة معنية بالاتصالات الهاتفية) في منطقة جونية (كسروان) ومنعوا المواطنين من الدخول. إلى ذلك، نفذ طلاب الجامعات في النبطية (جنوبلبنان)، اعتصامًا، وبدأوا يجوبون الشوارع تضامنًا مع التحركات المطلبية. وفي صيدا، احتشد عدد كبير من الطلاب في ساحة وسط المدينة، ما أدى إلى إغلاق الطرقات. كذلك الأمر في جبيل، ومناطق أخرى في كسروان، حيث تجمع العديد من الطلاب في مسيرات احتجاجية. التجمع أمام «مؤسسات الفساد» وكان منظمون لمجموعات واسعة في الانتفاضة الشعبية أكدوا في وقت سابق أن حركتهم انتقلت إلى مرحلة جديدة أساسها التجمع أمام «مؤسسات الفساد» العامة والخاصة وتعطيل العمل فيها. وحددت لذلك، «بنك أهداف»، يتمثل خصوصًا بالمصارف وشركتي الاتصالات وشركة الكهرباء والأملاك البحرية. كما ذكر عدد من الحركات الاحتجاجية أنها ستصدر تباعًا جدول مواعيد للتجمعات والتظاهرات، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية. قطع الطرق بالشاحنات وسيرت «لحقي» أمس مسيرة شعبية بعد الظهر إلى «الإيدن باي» وسط بيروت، وذلك «إيمانًا منها بأنّ الأملاك العامّة البحريّة ملك لجميع الناس»، بحسب ما جاء في بيان نشر على حسابها على فيسبوك. أما بالنسبة إلى حال الطرقات، التي عمد الجيش اللبناني، الثلاثاء، إلى فتح معظمها، فقد أفادت الوكالة الرسمية بأن عددًا من الشبان في طرابلس (شمال لبنان) قاموا بقطع الطريق الدولي بين طرابلسوبيروت، مقابل منتجع «البالما» بالسيارات والشاحنات، فيما الطريق البحري القديم لا يزال مفتوحًا.. في حين أوضحت أن جميع مداخل العاصمة بيروت سالكة دون أي عوائق حاليًا.