فتح الجيش وقوات الأمن اللبنانيان أمس أغلب الطرق التي كان المحتجون المناوئون للحكومة قد أغلقوها، وسط تململ شعبي من الطرقات المقطوعة وانقسام داخل المحتجين حول فائدة المتابعة في هذا التكتيك للاحتجاج على الطبقة الحاكمة، وفي العديد من المناطق انسحب المحتجون سلميا مع وصول القوات الأمنية، إلا أنه في منطقة ذوق مصبح (شمالي بيروت) اندلعت مشاجرة الثلاثاء عندما رفض بعض المتظاهرين التحرك وقد تم نقلهم بالقوة من الطريق الرئيسي الرابط بين بيروت وشمال لبنان. واعتقلت القوات عدداً منهم، بينما أغشي على مسن محتج ونقلته سيارة إسعاف إلى المستشفى. وفي منطقة جل الديب القريبة من بيروت، طاردت القوات محتجين أغلقوا طريقا رئيسيا، وركضوا وراءهم في الشوارع حتى دخلوا كنيسة واختبأوا بداخلها. كما فتحت القوات الطريق السريع الرابط بين بيروتوجنوبلبنان وعددا آخر من الطرق بالعاصمة. وانتشر الجيش بقوة في بيروت والمناطق لمنع إقفال الطرقات مجددا. وينظم المحتجون ضد الحكومة مظاهرات منذ 17 أكتوبر مطالبين بوضع حد لانتشار الفساد وسوء الإدارة من جانب الطبقة السياسية التي تحكم البلاد منذ ثلاثة عقود. وأصابت المظاهرات البلاد بالشلل من خلال إغلاق الطرق داخل المدن وكذلك الطرق السريعة بين مناطق البلاد المختلفة. وبعيدا عن إغلاق الطرق، قام محتجون اليوم بإقفال المؤسسات العامة والدوائر الرسمية والمصارف في مدينة طرابلس (شمال). يذكر أن هذا التكتيك تم استخدامه في طرابلس وصيدا (جنوبلبنان). واليوم أيضا أبقى المحتجون في صيدا شوارع المدينة الرئيسية والداخلية مفتوحة في كل الاتجاهات، بينما تجمع عدد منهم أمام مداخل المؤسسات الرسمية والمباني الحكومية، بدءا من شركة الكهرباء إلى مؤسسة المياه ومؤسسة الاتصالات «اوجيرو» وغرفة التجارة والصناعة والزراعة وشركتي الخليوي وأجبروها على الإقفال. كما أجبر المتظاهرون في صيدا مصارف المدينة على الإقفال التام في وقت يتجه فيه التجار في السوق التجاري إلى فتح محالهم. وفي ظل الدعوات التي وجهت من إدارات المدارس الرسمية والخاصة في المدينة للطلاب لاستئناف الدراسة وفتح أبوابها بعد إقفال قسري بسبب الاحتجاجات، نظم عدد من التلاميذ مسيرة في بعض الشوارع الداخلية وصولاً إلى التقاطع الرئيسي حيف تقام الاحتجاجات منذ 3 أسابيع. حراك النبطية يغلق مصرفا وفي النبطية (جنوبلبنان) أيضاً، أقفل المتظاهرون فرع مصرف لبنان في المدينة إذ عمدوا ومنذ ساعات الصباح الأولى إلى الاعتصام أمامه ومنع الموظفين من الدخول إليه وممارسة عملهم، في خطوة تصعيدية أطلقها «حراك النبطية وكفررمان» (جنوب) من أجل ممارسة سياسة ضغط أكبر باتجاه الدولة التي تلكأت حتى الساعة في تشكيل حكومة انتقالية. كما عمل المحتجون أيضاً على إقفال مراكز «اوجيرو» للاتصالات و»ليبان بوست» للبريد وباقي المصارف في المدينة وشلوا الحركة المصرفية في المدينة.ورفض بعض المتظاهرين، في بيان صدر عنهم أمس، ما يسرب عن شكل الحكومة المقبلة، مؤكدين رفضهم لعودة أي من قوى وشخصيات المنظومة الحاكمة. وطالب البيان بحكومة مصغرة من خارج قوى السلطة تعنى بإدارة الأزمة المالية، وتنظيم انتخابات نيابية مبكرة، بالإضافة لقيامها بحملة جدية لمناهضة الفساد.