أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه رئيس وزراء إثيوبيا، أبي أحمد، في موسكو اليوم، أن مصر أبدت انفتاحًا وتفهمًا للمصالح التنموية للجانب الإثيوبي بإقامة سد النهضة، إلا أنها في نفس الوقت تتمسك بحقوقها التاريخية في مياه النيل، ومن ثم يتعين ألا تكون مساعي تحقيق التنمية في إثيوبيا على حساب تلك الحقوق. وأضاف السيسي: إن إقامة السد يجب أن تتم في إطار متوازن ما بين مصالح دول المنبع والمصب، موضحًا أن نهر النيل بامتداده من الهضبة الإثيوبية إلى مصر يعد بمثابة شريان تعاون وإخاء وتنمية، ولا يجب أن يكون مصدرًا لأية مشكلات أو تناحر، وأن مساحة التعاون المشترك في هذا الإطار من المفترض أن تطغى على أية فرصة للخلافات. صرح بذلك السفير بسشام راضي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية مشيرا إلى اتفاق السيسي وأبي على استئناف عمل اللجنة الفنية المعنية بملء السد، من جهته وصف آبي اللقاء مع السيسي بأنه كان إيجابيًا، فيما وصفه السيسي برجل سلام حقيقي. فيما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الخميس، عن استعداده للوساطة بين مصر وإثيوبيا لتسوية ملف سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، وتخشى القاهرة من تأثيره على حصتها من مياه النهر. وأشار بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إلى أنه تم التوافق خلال المقابلة بين السيسي وأبي أحمد على الاستئناف الفوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية المستقلة على نحو أكثر انفتاحا وإيجابية، بهدف الوصول إلى تصور نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، وتجاوز أي تداعيات سلبية قد نتجت عن التناول الإعلامي للتصريحات التي نسبت مؤخرا إلى الجانب الإثيوبي. وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد أكد أنه "إذا كانت هناك حاجة للحرب مع مصر بسبب سد النهضة فنحن مستعدون لحشد ملايين الأشخاص، ولكن المفاوضات هي التي يمكن أن تحل الجمود الحالي". وتقوم إثيوبيا منذ عام 2012 بتنفيذ مشروع واسع النطاق يطلق عليه اسم "سد النهضة الكبير" على نهر النيل الأزرق، الذي سيؤدي تشييده وفقا للخبراء إلى نقص المياه في السودان ومصر اللتين يقطعهما مجرى النهر. من جهة أخرى قال بوتين في الجلسة العامة الأولى لقمة "روسيا – إفريقيا" بمشاركة قادة ورؤساء وفود إفريقية بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن "روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي تعتزم مواصلة المشاركة بنشاط في تطوير المنحى الاستراتيجي الدولي، والتدابير العملية لتعزيز السلام والاستقرار في إفريقيا، وضمان الأمن الإقليمي" . وأضاف، أن تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية يعد أحد أولويات السياسة الخارجية لروسيا، مشددا على أن مواقف روسيا والدول الإفريقية متقاربة وذلك يسمح بتنسيق المواقف والتحركات في الساحة الدولية. وانطلقت أمس في مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود القمة والمنتدى الاقتصادي "روسيا -إفريقيا" بمشاركة نحو أربعين رئيس دولة وحكومة إفريقية. ويهدف الحدث إلى تنمية التعاون بين موسكو والدول الإفريقية، حيث تعمل موسكو منذ سنوات على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي مع دول القارة السمراء.