أطلقت قوات الأمن العراقية، أمس، النار على عشرات المتظاهرين وسط بغداد، في اليوم الرابع من التظاهرات. ويرفع المحتجون عدة مطالب، منها: رحيل المسؤولين «الفاسدين»، ووظائف للشباب. وشهد ليل الخميس- الجمعة استمرارًا للتظاهر في بعض أحياء العاصمة، كما أفادت وسائل إعلام محلية بوقوع اشتباكات ليلية في بعض النقاط بين قوات الأمن والمتظاهرين. وكانت الأيام الماضية شهدت تعاطيًا عنيفًا مع المتظاهرين، حيث عمدت القوى الأمنية إلى إطلاق الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى، فضلاً عن إصابة حوالي ألف شخص. واستيقظ العراق، صباح أمس، على حصيلة دامية شهدتها تظاهرات الأيام الثلاثة الماضية، وأفادت مصادر في الشرطة العراقية، بالإضافة إلى مصادر طبية، أمس، بارتفاع عدد قتلى التظاهرات في العراق إلى 44، فيما بلغ عدد المصابين 1188 جريحًا. عبد المهدي: راتب لكل أسرة فقيرة وعلى الرغم من محاولة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، في خطاب بث فجر الجمعة، تهدئة الأوضاع، إلا أن العشرات خرجوا مجددًا منذ الصباح. وحث عبد المهدي في خطابه المشرعين على دعمه لإجراء تغييرات وزارية، ودعا إلى الهدوء بعد ثلاثة أيام من الاضطرابات الدامية التي هزت البلاد. وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: «نطالب مجلس النواب والقوى السياسية الالتزام الكامل بمنح رئيس مجلس الوزراء صلاحية استكمال تشكيلته الوزارية، وإجراء تعديلات وزارية، بعيدًا عن المحاصصة السياسية». كما أضاف أنه لا يوجد «حل سحري» لمشكلات الحكم، واستغلال السلطة المزمنة في العراق، لكنه تعهد بمحاولة إقرار قانون يمنح الأسر الفقيرة أجرًا أساسيًا. وقال في هذا الإطار «لدينا مشروع سنقدمه إلى مجلس النواب خلال الفترة القصيرة لمنح راتب لكل عائلة لا تمتلك دخلًا كافيًا بحيث يوفر حدًا أدنى للدخل يضمن لكل عائلة عراقية العيش بكرامة». وتوجه للمتظاهرين قائلاً: «صوتكم مسموع قبل أن تتظاهروا، ومطالبكم بمحاربة الفساد والإصلاح الشامل هي مطالب محقة». وعلى الرغم من أن العراق يملك رابع أكبر احتياطي نفطي وفقًا لصندوق النقد الدولي، لكن معظم سكانه البالغ عددهم 40 مليونًا يعيشون في فقر دون قدر مناسب من الرعاية الصحية أو التعليم أو إمدادات الكهرباء والماء.