تصاعدت المواجهة بين المتظاهرين الذين باتوا يطالبون «بإسقاط الحكومة» وقوات الأمن العراقية التي أطلقت الرصاص الحي على المحتجين في اليوم الرابع من تحركات سقط فيها 44 قتيلاً حتى الآن. وبينما كانت شبكة الإنترنت مقطوعة في الجزء الأكبر من البلاد صباح الجمعة، حيث سُجّل انقطاع واسع للإنترنت في العراق شمل نحو 75 في المائة من البلاد، كان عشرات المتظاهرين بعضهم ملثمون يتدفقون إلى وسط بغداد في بداية يوم يشكل اختبارا للسلطات. وفي شارع في وسط بغداد يسمع فيه إطلاق نار كثيف على بعد مئات الأمتار من ساحة التحرير التي انطلق منها التحرك. وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي دافع ليل الخميس الجمعة عن أداء حكومته وإدارتها للأزمة، محذراً من أن هذه الأزمة يمكن أن «تدمر الدولة برمتها». وقال عبد المهدي إنّ ما يجري الآن هو «تدمير الدولة كلّ الدولة»، مشيراً إلى أن «التصعيد في التظاهر بات يؤدّي إلى إصابات وخسائر في الأرواح». ودعا رئيس الوزراء إلى «إعادة الحياة إلى طبيعتها في كلّ المحافظات»، معلنًا في الوقت نفسه عن تقديم مشروع إلى مجلس الوزراء يقرّ بموجبه «راتبًا شهريًا» للعائلات التي لا تمتلك دخلاً. لكن الاحتجاجات تواصلت الجمعة لليوم الرابع على التوالي وأطلقت قوات الأمن العراقية النار على عشرات المتظاهرين في وسط بغداد. وكان المحتجون يرفعون عدة مطالب منها رحيل المسؤولين «الفاسدين» ووظائف للشباب.