أقام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس ندوة بعنوان "التعليم يعزز السلام" بمشاركة منظمة اليونسكو ومنظمة اليونيسيف ووزارة التربية والتعليم اليمنية، وذلك على هامش الدورة الثانية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف بسويسرا. وشارك مركز الملك سلمان للإغاثة بورقتي عمل من تقديم مديرة إدارة الدعم المجتمعي الدكتورة آمال الهبدان تناولت الورقة الأولى دور الدعم الذي يقدمه المركز لبرامج التعليم اليمنية في تعزيز السلام وفقًا لأهداف التنمية المستدامة، وعن استراتيجية التدخل في برامج التعليم في مناطق الكوارث الإنسانية والنزاعات المسلحة منطلقًا في ذلك من خمسة مرتكزات أساسية مرتبطة بأهداف التنمية المستدامة وهي الشراكات الاستراتيجية، والتعليم كحق للجميع، والمبادرات المبتكرة، والحماية، والمواطنة العالمية. كما أوردت الدكتورة آمال الهبدان إحصائيات شاملة للمشاريع والبرامج التي قدمتها المملكة و المركز لدول العالم في قطاع التعليم حتى تاريخه، موضحة المسارات الأربعة التي يتم دعمها في قطاع التعليم وهي الطالب والمعلم والبيئة المدرسية والصفية وأسرة الطالب، مخبرة عن شركاء المركز الاستراتيجيين في قطاع التعليم وأبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن. وتحدثت الهبدان في ورقة العمل الثانية عن مشروع المركز لإعادة تأهيل الأطفال اليمنيين المجندين والمتأثرين في اليمن وأثر التعليم في إعادة دمجهم وعودتهم للحياة الطبيعية وتعزيز المواطنة العالمية وقيم التسامح والسلام ونبذ التطرف العنيف لديهم. وركز مندوب الجمهورية اليمنية في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف الدكتور علي محمد مجور على المشاريع السعودية في اليمن بالأرقام والإحصاءات والمبالغ المالية المدعومة بها ونوعية المشاريع بالتفصيل، وأثرها على دعم العملية التعليمية باليمن في كافة المحافظات. فيما تناول رئيس وحدة مشاريع منظمة اليونيسيف في اليمن شارون فاركي مشروع المنحة السعودية الإماراتية التي تكفلت بدفع مبلغ 70 مليون دولار للمعلمين اليمنيين الذين توقفت مرتباتهم في 11 محافظة خاضعة لسيطرة الحوثي ، متطرقًا للعوائق التي واجهت اليونيسيف قبل وخلال تنفيذ المشروع على أرض الواقع وقصص النجاح في عودة الحياة للتعليم في المدارس بعودة المعلمين والمعلمات، مشيرًا إلى أنه جرى إنقاذ 5,7 ملايين طفل من التسرب من المدارس من خلال دفع حوافز نقدية لأكثر من 105 آلاف معلم حسب شروط محددة. وأكدت مسؤولة برامج التعليم الأساسي الإقليمي بمنظمة اليونسكو ميسون شبيب أهمية دعم التعليم لتحقيق السلام بوصفه أداة مهمة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، مبرزة المشاريع المشتركة الحالية والمستقبلية بين مركز الملك سلمان للإغاثة واليونسكو والتي ستشكل نقلة نوعية وفريدة في تعزيز السلام العالمي من خلال التعليم. وفي ختام أعمل الندوة أوصى المشاركون ببناء القدرات والتمكين للمنظمات الغير حكومية ومنظمات المجتمع المدني والجهات الفاعلة والسلطات المحلية، بما يضمن تنفيذها للمشاريع التعليمية بكفاءة عالية، ويعزز من قدرتها على مواجهة الأزمات، وتضمين مناهج التعليم قيم السلام والتسامح وقبول الآخر. وعدّ المشاركون التعليم أقوى سلاح لحماية الأطفال في المجتمعات المتضررة من التجنيد والتطرف العنيف. دعم 400 يتيم ويتيمة من جانب آخر؛ واصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية دعم 400 يتيم ويتيمة وكفالة أسرهم في محافظتي حماة وحلب السوريتين ضمن مشروع "الكرام" لكفالة الأيتام. وجرى خلال المشروع توزيع كفالات نقدية والكسوة والدعم الصحي والتعليمي للأيتام بهدف تحسين ظروفهم في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها بلادهم للمحافظة عليهم من التشرد والانحرافات والتطرف ولمّ شمل الأسر حتى لا تتفكك وتصبح عرضة للضياع ومن أجل تثبيتهم في مناطقهم الأصلية قدر المستطاع. ويأتي ذلك في إطار المشروعات الإنسانية المتنوعة المقدمة من المملكة ممثلة بالمركز للشعب السوري الشقيق.