المملكة العربية السعودية اسم عظيم رفيع له مكانة عالية ، ومنزلة سامقة في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، فعلى أرضه قبلة المسلمين ومأوى أفئدتهم ، وفيه مسجد نبيهم عليه الصلاة والسلام . بلد حباه الله بالخيرات ، واصطفاه بالمكرمات ، وميّزه بمزايا لم يجعلها لغيره . في هذا اليوم يتذكر القاصي والداني مؤسس هذه البلاد وجامع شتاتها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - الذي جمع الله به هذه البلاد على التوحيد والسُنّة ، وألّف به بين القلوب بعد التناحر ، ونشر الأمن بعد الخوف ، ورزق أهله العيشة الهنية بعد الجوع والضنك . فتح الله له كنوز الأرض فنالت البلاد الخيرات وعاش - ولم يزل - أهلها في أحسن عيشة ، وأطيب مكرمة . لقد قام المؤسس لهذه البلاد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - قومة رجل غيور محباً لدينه وتراب أرضه للنهوض بهذا البلد ليجعله في مصاف الدول الكبرى فكان له ما أراد ، وورث أبنائه البرره هذا الهمّ فصارت دولة لها الكيان العظيم ، والمكانة الرفيعة ، والثقل السياسي والإقتصادي - فرحم الله ملوكها الأموات منهم الذي تعاقبوا على حكمها ، وأمدّ في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين - فهم يسعون فيما هو في صالح هذا الوطن العظيم ، وماهو في صالح المواطنين والوافدين من زوّار الحرمين والوافدين لخدمة الوطن . لقد سار ولاة أمورنا في هذه البلاد ولم يزالوا إلى يومنا في خطين متوازيين أولهما : خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بالشأن الديني فكانت الخدمة التي لا مثيل لها على مر التاريخ بهذا الخصوص ، من العناية الفائقة في الحرمين الشريفين عمارة ورعاية وخدمة وتسخير كل ماهو من شأنه تسهيل العبادة لقاصديه ، ومنها طباعة المصحف الشريف ، وخدمة قضايا المسلمين في كل مكان ، ورعاية المستضعفين منهم، ولو أردنا الإسهاب لطال بنا المقام حتى غدت أعمالهم مفخرة من مفاخر الزمان التي سيجلها التأريخ . وأمّا المسار الثاني : فهو العناية بما يعود للمواطن من حياة كريمة ، وعيش طيب ، فكانت العناية في التعليم والصحة ووسائل المواصلات والطرق والرعاية الإجتماعية ونحوها مما تقوم به حكومة هذه البلاد التي لا يمكن لأحد حصرها ممّا أثمر تأمين المعيشة للمواطن بما يحقق له الحياة الطيبة . وجاءت خاتمة العقد برؤية 2030 بقيادة ربانها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتؤكد وتوثق الحرص على الوطن والمواطن وتبرهن أهمية العمل الجاد لرفعة مكانة هذا الوطن العظيم ، فازداد علو كعب هذه البلاد ، وارتقت مكانتها بين مصافّ الدول الكبرى . عشت كريماً ياوطني وبقيت عزيزاً في ظل رعاية كريمة من ولاة أمرنا ، وحفظاً من ربِّ السماء . كتبه / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي مدير مكتب الدعوة بأملج