يختلف منظور ومفهوم السعادة من فرد لآخر إلاَّ أنها شعور عام يشعر ويشترك الناس به أي أنها متاحة في يد الجميع، فالناس تختلف في طِباعها واتجاهاتها حيثُ قد يرى البعض السعادة بالمال والبعض الآخر قد يراها بالإنجاز والنجاح، كما من الممكن أن الفرد ذاته قد تختلف نظرتهُ للحياة وللمؤثرات التي حوله باختلاف أطواره الزمنية وظروفه وأحواله ولكل طور زمني أو مرحلة عمرية أُفقهما الخاص الذي يعيش الفرد بداخله، وفي الوقت الذي يحصل فيه الفرد على ما يلائمه وما يسعى إليه فإنه يعيش بهذا التلاؤم بشكل من أشكال السعادة بالرغم من الصعوبات المختلفة التي واجهته، وبشكل عام فإن السعادة هي شعور نسبي يختلف باختلاف قدرات الفرد وإمكاناته ودوافعه فهي ترتبط بالرضا والراحة ومن غير الممكن رؤيتها ولمسها بل تظهر على الفرد الذي يعيش داخل محيطها، إنَّ حصول الفرد على سعادته ليست كافية لاستمراريتها بل أن هناك العديد من العوامل التي إذا استطاع الفرد تحقيقها والوصول إليها من الممكن أن تحقق له ما يسمى بالسعادة، فمصانع السعادة متعددة وأبرزها الثقة بالنفس وتقدير الذات والإحساس بإمكانية السيطرة والتحكم بالحياة النفسية والذاتية للفرد، الإنجاز والقيام بالأعمال الجيدة والمفيدة باستمرار، الاهتمام بالجانب الترفيهي الذي يدخل البهجة والسرور على النفس البشرية، الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية الودودة والدافئة، بر الوالدين والسعي لقضاء حاجتهم، الشعور بالرضا بما منحه الله، تغير الأفكار السلبية بأفكار إيجابية، تقديم العون لمن يحتاجه، العفو عن الناس، الإعراض عن الجاهلين، الضحك بدون حواجز، النظر للوراء للذكريات السعيدة، الحب بدون ضمانات أو خوف، أن تعيش كل يوم بأملٍ جديد وبعمل جديد، بقي أن أقول نحنُ المسؤولون عن سعادتنا لأننا نقرر ما لأنفسنا بطريقة سلبية أو إيجابية فليس هناك من يفرض علينا هذه الأفكار السعيدة لذا ينبغي علينا أن نرضى بما حققناه من أجل إسعادنا. ختاماً: السعادة هي أن لا تعيش أنانياً من أجل نفسك ولا مضحياً من أجل الآخرين بلْ أن تعيش إنسانيتك من خلال الآخرين، واتخذ قراراً كل يوم بألا تكون إنساناً تعيساً بعد اليوم.