تجددت مطالب سكان الشريط الساحلي الغربي، المحصور بين محافظة جدة شمالا ومنطقة جازان جنوبا، بإيجاد حلول عملية تبنى على الدراسات التي تقوم بها مراكز الأبحاث العلمية والجامعات للتعامل مع ظاهرة زحف الرمال، والتقليل من مخاطرها، حيث تعد العدو الأول للتنمية، وبسببها تهدر الأموال والجهود، فالأساليب المتوافرة حاليًا تتلخص في إزالة هذه الرمال عن القرى والمنشآت والطرق والحدائق المراد حمايتها أو تأخير وصولها، وهي أساليب مكلفة ومرهقة ومتكررة في ظل استمرار الزحف الرملي يوميًا خلال أشهر الصيف من كل عام. فيما أكد المهندس عمر الفقيه والمهندس علي مغربي أن عملية مقاومة ومكافحة زحف الرمال تكلف الدولة مبالغ كبيرة، وجهودًا مضنية، وهي تتم للتقليل من الآثار الضارة الناتجة عن انسياق الرمال بواسطة الرياح، داعيًا إلى أخذ ذلك بعين الاعتبار أثناء مراحل تخطيط وتصميم وصيانة مشروعات التنمية في المناطق الصحراوية. وطالبا بالاستفادة من نتائج البحوث والدراسات العلمية التي عادة ما توصي باستخدام مزيجا من الطرق الميكانيكية والبيولوجية للتحكم في زحف الرمال في كثير مناطق الشريط الساحلي، والبدء بزراعة النباتات التي تكون الأحزمة الشجرية من الأكاسيا (السمط العربي، السلم والبيزيا)، وحماية تلك النباتات في مرحلة النمو من الرمال المتحركة بألواح معدنية أو أسوار سلكية مغطاة بأشباك مطاطية، وحفر خنادق طولية أو عرضية، وعمل تلال صغيرة من الرمال في الاتجاه المتعامد على الاتجاه السائد للرياح. كما أن تثبيت التربة على جوانب الطرق السريعة ذات الانحدارات الشديدة يعد عاملا مساعدا لوقف الزحف الرملي، حيث إن المواد المقوية التي تضاف إلى سطح هذه الانحدارات تساعد على تثبيت السطح الرملي ويمنع تعرية الرمال بواسطة الرياح أو الماء. تثبيت الكثبان الرملية وفِي المقابل توصي دراسات متخصصة بتغطية السطح الرملي للمنحدرات الرملية القريبة من الطرق والمنشآت بقوالب أسمنتية مصممة خصيصا لهذا الغرض، أما الطريقة التي مازالت تعتبر الأكثر فاعلية في التحكم في حركة الرمال على انحدارات الطرق السريعة هي تغطيتها بالنباتات مع إضافة مثبتات كيماوية لحمايتها. وكان فريق بحثي سعودي من جامعة الملك عبدالعزيز بعد قد نجح في ابتكار طرق حديثة لتثبيت الكثبان الرملية عبر استخدام مواد خام طبيعية لتفادي زحفها والمخاطر الناتجة عنها المؤثرة في التركيبة السكانية والعمرانية والطرق الصحراوية. ويضم الفريق أساتذة من كلية الهندسة بإشراف الدكتور محمد أبو شوك الذي أكد أن الابتكار الحديث يسهم في الحد من مخاطر الكثبان الرملية المتحركة على مناطق التطور الحضري مما يتسبب في إغلاق بعض الطرق، وكذلك المشكلات الصحية التي يسببها الغبار لقاطني المدن التي تتعرض للعواصف الترابية وتفادي مخاطر زحف الرمال على الطرق الصحراوية، والإسهام في استصلاح الأراضي الصحراوية من أجل تنميتها عمرانيا وصناعيا، كما أنه يغني عن الطرق التقليدية القديمة التي كانت تعتمد على الوسائل الزراعية والكيميائية المكلفة ذات التأثير البيئي، التي تستغرق عدة سنوات لتماسك الكثبان الرملية. البلدية: رفعنا 37 ألف م2 من الرمال الزاحفة أكد الناطق الإعلامي لبلدية القنفذة، صالح بن محمد الزبيدي، أن الفرق الميدانية التابعة للبلدية رفعت أكثر من سبعة وثلاثين ألف متر مربع من الرمال الزاحفة من محيط القرى التابعة لنطاق البلدية، ومشروع الإسكان التنموي، وبعض الطرق التي تربط بين القرى، في مدة ثلاثة أشهر بواقع 3000 ساعة عمل.