أحدثكم عن قريتي الجبلية الجميلة التي تمتد في قلبي كعروس متوشحة برائحة المطر.. متوسدة سنابل القمح الزراعية الذي جعل عيناها تبرق بلون العسل الجبلي عندما تتحول في أغلب فصول السنة إلى لوحة ربانية من السحب وظهور ألوان الطيف مع تزامن هطول الأمطار المستمر فيها، والذي يروي القلوب قبل المزارع فتنتعش الحياة وتتجدد الأفراح بين سكان هذه القرية الجميلة التي تعتبر معلمًا سياحيًا في كل فصول السنة لما تتمتع به من أجواء ربيعية وما تكتنزه تضاريسها من آثار تاريخية وقصور قديمة. إنها قرية الشبحة التي تقع في غرب المملكة وتحديداً إلى الشمال الشرقي من محافظة ينبع البحر والتي تتبع إداريًا لمحافظة أملج بمنطقة تبوك.. هذه القرية الوادعة التي تعتبر الآن معلمًا سياحيًا متميزًا لازال سكانها الذين يتجاوزون 8000 نسمة ومنذ حوالى أربعين عامًا يبحثون عن حلولا واقعية لمشكلة الطريق الترابي الرابط بين قريتهم ومحافظة ينبع والمشهور بطريق «عقبة نفر».. فهذا الطريق تم افتتاحه بجهود أهالي قرية الشبحة عام 1406ه، ومنذ ذلك التاريخ والمطالبات مستمرة للمطالبة بسفلتته، حيث لازالت المعاناة مستمرة رغم أهميته للأهالي ولسكان القرى المجاورة وخاصة المرضى وكبار السن والطلاب والموظفين وجميع فئات المجتمع الذين يرتبطون بمراجعة الدوائر الحكومية في ينبع ارتباطاً كبيرًا باعتباره أقصر الطرق إلى محافظة ينبع. مع العلم أن الطريق المذكور في حال تنفيذه سيعتبر منفذاً سياحياً لأهالي ينبع والمدينة المنورة وسيساهم في الاستثمار السياحي وإيجاد منطقة سياحية جديدة تدعم رؤية 2030 باعتبار المزايا الطبيعية التي تتمتع بها من تنوع في التضاريس واعتدال الأجواء صيفاً وهطول الأمطار على مدار العام تقريباً، حيث ترتفع 1500 متر عن سطح البحر تقريباً. ورغم مرور هذه السنوات الطويلة من استخدام هذا الطريق ووعورته وصعوبة السير فيه فإننا نأمل من الجهات المعنية وخاصة وزارة النقل أن يتجاوبوا مع مطالب أهالي الشبحة.