أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، المحال التجارية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وأخلت كافة المدارس فيها قبل وخلال اقتحام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للحرم الإبراهيمي. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال أغلقت المحال التجارية الممتدة من حارة السلايمة إلى منطقة تل الرميدة وسط الخليل، إضافة إلى منطقة واد الحصين، وحارة جابر، وشددت من إجراءاتها على الحواجز المنتشرة وسط البلدة القديمة. كما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، من إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل المحتلة، وأغلقت منطقة اليوسفية التحتا للحرم الشريف، واستدعت مسؤول ملف البلدة القديمة مهند الجعبري. الرئاسة: تصعيد خطير وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من "التداعيات الخطيرة لهذا الاقتحام الذي يقوم به نتنياهو لكسب أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي، وضمن مخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف". وحمل أبو ردينة، في بيان صحافي، "حكومة الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجر المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن لأحد تحمل نتائجها وعواقبها". مخطط تهويدي وقال مدير أوقاف الخليل، حفظي أبو سنينة، إن قوات الاحتلال أغلقت "اليوسفية التحتا" التي تضم مقام النبي يوسف، وعززت من إجراءاتها العسكرية منذ ساعات الصباح الباكر، وأخضعت المواطنين والمصلين لعمليات تفتيش دقيقة عبر البوابات والحواجز المؤدية للحرم، لمنعهم من الوصول إليه. من جانبها، اعتبرت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات"، مشاركة نتنياهو في اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، "جزءا من المخطط التهويدي الذي يستهدفه أولاً، واستكمالا لعملية سلخه عن عروبته ثانياً، وشاهداً حياً على عنصرية الاحتلال وتطرفه أخيرا". "مهاترات" انتخابية إلى ذلك، حذر قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش من تداعيات "اقتحام نتنياهو وزمرته المتطرفة لمدينة الخليل، في إطار حملته الدعائية لكسب أصوات المتطرفين والمستوطنين في الانتخابات المقبلة"، حسب تعبيره. وقال إن "إقحام الأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية في مهاترات انتخابية هو جريمة وانتهاك للحقوق الفلسطينية في الأرض والمقدسات، وانتهاك سافر للقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية، خاصة قرارات منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة التي أكدت أكثر من مرة أن مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف هو تراث إسلامي خالص ولا حق لغير المسلمين فيه أسوة بالحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة لمدينة القدس". بدوره، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني أحمد التميمي، اقتحام نتنياهو للحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، خطوة "تحمل مدلولات خطيرة وتحدياً للقرارات الدولية وقوانينها، خاصة أن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اعتبرت الحرم الابراهيمي جزءا أصيلاً من التراث الفلسطيني الإنساني".