بالأمس انطلق عام دراسي جديد، وتوجَّه الملايين من الطلاب والطالبات إلى مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، متوكلين على الله، تزفّهم دعوات آبائهم وأمهاتهم أن يجعله الله عام خير وبركة، ونجاح وفلاح، ويستقبلهم المعلمين والمعلمات بفرحٍ واشتياق بعد إجازة طويلة استمرت أربعة أشهر، عادوا بعدها إلى فصول الدراسة، لينهلوا من العلوم، وليُحقِّقوا أهدافهم، وليكونوا لبنة من لبنات بناء هذا الوطن. بداية دراسية جديدة، وعادة ما تكون البدايات الجديدة أفضل وقت لتحقيق الأهداف الجديدة وتنفيذ الخطط الهادفة إلى التغيير والتحسين والتطوير، فمن كان في الماضي متراجعاً أو متعثراً دراسياً فاليوم فرصته لينطلق من جديد وبهدف جديد ورؤيا جديدة، وليُحقِّق أهدافه الطموحة، ويُغيِّر من الصورة السابقة، فيبدأ من أول يوم في العام الدراسي الجديد بكل حزمٍ وعزم في وضع برنامج دراسي يومي يطّلع من خلاله على كل ما طُلب منه في المدرسة من قِبَل المعلمين، ويحرص على القيام به وتأديته على أكمل وجه، وعدم إهماله، وأن يقوم بمراجعة دروسه أولاً بأول، والتحضير للدروس القادمة، والاستعداد مبكراً لأي امتحانات شهرية أو دورية، والاستفسار من أول يوم من المعلمين عن كل ما قد يصعب عليه، والاطلاع على المذكرات والملخصات المتاحة. مع بداية العام الدراسي، هناك دور هام على الأسرة أن تقوم به من أول يوم دراسي، ففضلاً عن مرافقتها لأبنائها في المراحل الدراسية الأولية، وخصوصاً في الأيام الأولى لإزالة شبح الخوف والرهبة من الأبناء، فإن عليها أن تحفزهم وتدعمهم وتحثهم أيضاً على الالتزام بمراجعة المناهج وحل الواجبات وإنجاز التكاليف وتذكيرهم بأهمية الاستفادة من الوقت وعدم تضييعه فيما لا يفيد، كما أن عليهم متابعة مواعيد امتحاناتهم الشهرية، والتأكُّد من الاستعداد المبكر لها، فالوقت الآن في صالحهم وبين أيديهم، وضبط الأمور من بدايات الفصل الدراسي خير من إهمالها، ومن ثم الندم عليها بعد ذلك عند الامتحانات الفصلية. علينا من أول يوم في الدراسة أن نُحفِّز أبنائنا الطلاب والطالبات ونُشجِّعهم، وأن نعمل مع المعلمين والمعلمات وإدارة المدرسة لأن تكون نتائجهم أفضل، ولا ننتظر إلى نهاية العام ثم نُحاسبهم ونلومهم، بل لابد من المتابعة والمراجعة من الآن، وأن تكون لنا معهم وقفات أسبوعية وشهرية خلال العام الدراسي، فالتفوُّق العلمي مسؤولية مشتركة لا يتحمَّلها الطالب وحده، بل تشترك معه فيها المدرسة والمعلم والأسرة من أول يوم في الدراسة.