مع مغيب شمس يوم الجمعة الماضي ودع فلذات أكبادنا العطلة الصيفية التي دامت لأكثر من أربعه أشهر ، فاستقبلتهم المدارس بمرحلة التعليم الثانوي والمتوسط يوم السبت ليبدأوا عاماً دراسياً جديداً من أعوام الحصاد العلمي ، وتعود الحركة والنشاط إلى طبيعتهما في تلك المباني الدراسية بعد فترة الإجازة الصيفية ، وخوفاً من تكرار العادة السنوية في عدم الاستعداد المبكر من قبل الجهات التعليمية لبداية الفصل الدراسي ، هناك عدة أسئلة تطرح نفسها على المسئولين تتبلور في: ما هي المستلزمات الفعلية التي أنجزت لهؤلاء الطلاب من توفير المقاعد الدراسية ، والكتاب المدرسي ، ومعلمي الاختصاص ، والقيام بالترميمات اللازمة للمرافق الدراسية ، وغيرها من المشكلات الرئيسية ، والتي نأمل أن تكون الجهات المختصة قد اعتنت بها قبل حلول أول يوم دراسي ، ومن المتعارف عليه أن الأسبوع الأول من الفصل الدراسي الأول يخصص لتهيئة الطلبة والطالبات المستجدين في المراحل الدراسية المختلفة ، إذ إن الهدف من ذلك مساعدة الدارسين في تكوين اتجاه نفسي إيجابي لديهم نحو المدرسة ، وتيسير انتقالهم من محيط البيئة التي ألفوها خلال فترة الإجازة إلى محيط المدرسة تدريجياً بما يخفف شعور الخوف والرهبة في نفوسهم ، ويحل محله شعور الألفة والطمأنينة , كما يهدف هذا الأسبوع التمهيدي إلى توفير الفرصة للمُعَلِم للتعرف على شخصية الطلبة وأنماط سلوكهم المختلفة ، وعرض حول الموضوعات الشيقة التي سوف تتم دراستها هذا العام ، وربطها بما يناسبها من تطبيقات حياتية مشوقاً التلاميذ إلى القراءة عنها والاستعداد لمعرفة تفاصيل أكثر عنها ، كما أنه أسبوع يجعل المعلمين بمختلف المستويات التعليمية يتهيأون لخوض جهاد التعليم من خلال التخطيط السليم في كيفية الوصول إلى قلوب الطلبة التي إن ملكها استطاع بعد ذلك ايصال المعلومة التعليمية بكل يسر وسهولة ، وفي المقابل على الأسر دور كبير في الاستعداد لبداية العام الدراسي من خلال تهيئة أبنائهم لخوض هذه المرحلة بعد فترة انقطاع طويلة مضت في السهر واللعب والتلاهي الدنيوية لتمر الأيام الأولى من الدراسة بسلام ، وحثهم على تنظيم الوقت منذ بداية العام الدراسي ، والخروج من دائرة التسويف والتأجيل ليكون تحصيلهم العلمي منذ البداية مبني على قواعد صحيحة. أسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ، وأن يجعله عاماً دراسياً سعيداً موفقاً بإذنه تعالى. همسة: العلم نور الحياة. ومن أصدق من الله قيلاً (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً).