لما كان هناك اتحاد أو تحالف بين الإخوة بشكلٍ عام والجيران بشكلٍ خاص، فإن قوى الشر تبادر بالتحرك لزعزعة ذلك الاستقرار وتفكيك تلك القوى، ومنذ الإعلان عن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لتحرير اليمن من المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، ومؤامرات التشكيك والتزييف والتعطيل تتوالى، تارةً من النظام الإيراني، وتارةً من عملائه الآخرين، كنظام الحمدين، أو الحوثيين، الذين يسعون ليكون لإيران موطئ قدم في اليمن، كما كان لها موطئ قدم في مناطق أخرى في المنطقة. مؤخراً ارتفعت وتيرة تلك الحرب ضد التحالف العربي، واستغل بعض الحاقدين والحاسدين الأحداث في المنطقة، وخصوصاً في جنوب اليمن للنيل من العلاقات الأخوية السعودية - الإماراتية، فجاء الرد الحاسم من خلال البيان المشترك الذي صدر مؤخراً ليؤكد متانة تلك العلاقة الراسخة بين الشقيقتين، ويقطع الطريق على كل من تُحاول أن تُسوِّل له نفسه استغلال أي موقف قد يحدث من أجل ترويج الشائعات والأكاذيب والأوهام، ويرفض ويستنكر حملة التشويه التي استهدفت دولة الإمارات مؤخراً. العلاقات السعودية الإماراتية علاقات أخوية راسخة، والتعاون بين البلدين تعاون وثيق في مختلف المجالات، بل إنه كما وصفه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع (حجر الزاوية لأمن واستقرار المنطقة ورخائها أمام مشاريع التطرف، والفوضى، والفتنة، والتقسيم)، وقد أخرس ذلك البيان ألسنة المغرضين، وكَتَم أصوات الحاقدين، وأعاد المتآمرين إلى جحورهم يجرون أذيال الهزيمة، فالعلاقة السعودية الإماراتية علاقة نوعية تستقي متانتها وقوتها من الرغبة الحقيقية والأكيدة للقيادتين والشعبين الشقيقين لبناء شراكة استراتيجية وتكاملية طويلة المدى، فأمن السعودية هو أمن الإمارات، وكما قال مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل (السعودي إماراتي والإماراتي سعودي). لقد أكَّد ولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد مؤخراً (أن المملكة هي الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها، لما تُمثِّله المملكة من ثقل وتأثير كبيرين على الساحتين الإقليمية والدولية)، ولذلك جاء البيان المشترك ليُؤكِّد على حرص الحكومتين السعودية والإماراتية، وانطلاقاً من مسؤوليتهما في تحالف دعم الشريعة في اليمن، فإن كافة جهودهما السياسية والعسكرية والإغاثية والتنموية، ستستمر بمشاركة دول التحالف من أجل نصرة الشعب اليمني. الرسالة التي تضمَّنها البيان المشترك لم تكن مُوجَّهة فقط للأطراف اليمنية المختلفة لتجتمع وتتحد وتقف صفاً واحداً تجاه عدوها الحقيقي المتمثل في المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بل وتضمنت أيضاً تأكيداً للمغرضين والحاسدين والمتربصين بأن علاقة التحالف مع بعضه البعض غير قابلة للتصدع أو الانفصال، بل هي علاقة وثيقة تضبطها قيادة المملكة.