في الوقت الذي تتوق الأفئدة ويتجدد الشوق إلى الأراضي المقدسة الملتقى الروحي للمسلمين الذين يأتون من كل صِقاع الأرض من مشارقها ومغاربها، هناك متحف نادر وفريد من نوعه يزيد عمره عن عشرين عاماً يختص بعرض مقتنيات الحرمين الشريفين، يتوافد عليه العديد من الزوار من الداخل والخارج يتعرفون على المراحل التطويرية التي مر بها الحرمان. ولأولئك الذين لم يتسنَّ لهم زيارة هذا المعلم الجميل، يقع المتحف بحي أم الجود بجوار مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة الشريفة ويفتح المتحف على مدار اليوم وهناك حافلات تنقل الزوار من أطراف ساحات الحرم الى المتحف بدون مقابل ويقدم المتحف الكراسي المتحركة للزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة. كانت جامعة أم القرى تأخذ زوارها وتُحرِّصهم على زيارة هذا المتحف البهيج الذي يحتوي على سبع قاعات تشمل مقتنيات مختلفة من مخطوطات ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة ومجسمات معمارية وصور فوتغرافية نادرة. هناك عمود للكعبة الشريفة يعود تاريخهُ لعام 65 ه وميزاب الكعبة يعود تاريخه لعام 1021 ه وسُلَّم الكعبة الخشبي يعود تاريخه لعام 1240ه وباب الكعبة يعود لعام 1363ه ونسخة من المصحف كُتبت في عهد الخليفة عثمان بن عفان وأجزاء من فوهة بئر زمزم. هناك مجسم للمسجد الحرام وسُلَّم للكعبة الشريفة يعود تاريخه الى أكثر من قرنين. ولمن لم يتسنَّ له زيارة مصنع كسوة الكعبة الشريفة يستطيع مشاهدة العاملين على حياكة ثوب الكعبة الشريفة على الطبيعة والمشغولات اليدوية المُشتملة على لفظ الجلالة أو آيات قرآنية تظهر دوماً على ثوب الكعبة. كانت المدينةالمنورة تحتوي على عدد من المتاحف ومعظمها مُحاط بالمسجد النبوي من الجهة الغربية بالقرب من باب الملك سعود منها متحف (محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ومتحف (أسماء الله الحُسنى) وقد أُزيلا العام الماضي لصالح مبنى المكتبات الوقفية وظل معرض عمارة المسجد النبوي ومتحف (القرآن الكريم) الذي يقع في الناحية الجنوبية من المسجد النبوي ويبعد خطوات على يسار الخارج من باب السلام وقد عهدته وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف بكل اهتمام ويُنصح زائر طيبة الطيبة بأن لا يفوت الفرصة لزيارته وزيارة متحف آخر وهو متحف (دار المدينة) ويُسمى أيضاً متحف الكعكي ويقع على بعد خمسة كيلومترات من الحرم النبوي على طريق الملك عبدالعزيز ومُتاخم تماماً لمقر (مدينة المعرفة)، وهناك متحف رائع لا ينبغي تفويته وهو متحف (السلام عليك يارسول الله) يقع بجوار مسجد قباء أُفتتح في شهر رمضان الماضي لمدة شهر واحد وربما اُختير موقع دائم له.. (للحديث بقية).