رغم ما توفره الملاهي الحديثة من الراحة والأجواء الباردة في المولات التجارية، والألعاب الحديثة التي تضاهي كبريات المدن الترفيهية، لا تزال ملاهي العيدروس التاريخية بجدة هي الخيار الأول لكثير من أطفال مدينة جدة،وذلك بسبب أجوائها الحماسية والشعور بفرحة العيد الحقيقية هناك. فمع مطلع الأعياد يتم نصب الألعاب المختلفة في برحة العيدروس والتي اقتبست الملاهي الاسم منها، حيث تم تركيب حوالي (15) لعبة أبرزها (الشقليبة، بساط الريح، الشبح، المراجيح، الدويرة) وتعتمد في تشغيلها على الدفع اليدوي من قبل العمالة والتي يقدر متوسط عددهم بحوالي (30) عاملا، وكلما ارتفع صوت أهازيج الأطفال البريئة وهم ينشدون ويطربون بالعيد السعيد كلما زادت فرحتهم بتلك الألعاب، مشيرين إلى أن طاقتها الاستيعابية في الساعة الواحدة نحو (150) طفلا وطفلة. وعند القرب من برحة العيدروس تُطربك تلك الأهازيج الشعبية التي يتغنى بها الأطفال وهم فوق الألعاب التي تزيدهم حماسا إلى حماسهم، ومنها قولهم «طرمبة طرمبة.. وزبادي شربة.. ونبينا محمد.. إن شاء الله نزوره.. وعدنان ولينا ركبو السفينا.. راحو المدينة.. وبنت المجنونة جابت الليمونة.. «وتعتبر وقود تلك الألعاب اليدوية على امتداد أكثر من 7 عقود. وتستقبل برحة العيدروس التي تقع في منطقة باب مكةجنوبجدة، الأهالي والزوار بعد صلاة العيد مباشرة ولأربعة أيام، حيث استطاعت تلك الملاهي الكلاسيكية جذب العديد من السكان، خلال أيام الأعياد على الرغم من بساطتها كونها تقع في منطقة مفتوحة، كما لم يعد الحرص على زيارتها مقتصرا على الأطفال فحسب، بل تجاوزه إلى الآباء، وذلك لارتباطها بطفولتهم وذكرى أعياد الماضي، كما تتفرد ملاهي العيدروس بالألعاب اليدوية، التي قاومت التقنية لأكثر من 7 عقود، حيث تعلق الزينة وأنوار الإضاءة معلنة الاستعداد التام لاستقبال الزوار. ويقول سالم العلي وهو مالك لعدد من الألعاب في العيدروس: منذ أكثر من 20 عاما ونحن ننتظر موسم العيد، حيث نقوم بتركيب الألعاب والتي كانت قديما من الخشب، وأصبحت الآن من الحديد، حيث تضم الملاهي حوالي (15) لعبة مختلفة. وأضاف: العيدروس ليست مجرد برحة، هي أشبه بمدينة ترفيهية ولكن بنكهة شعبية، حيث تضم أيضا مسارا خاصا للجمال والخيول وبعض الدبابات، لذا فهي مزار سنوي لكثير من العائلات سواء الميسورة منها أو ذات الدخل المحدود» لافتين إلى أن تكلفة اللعبة الواحدة لا تتعدى الريالين فقط، أما أجرة ركوب الخيل أو الجمال فهي تتراوح بين 10-20 ريالا للمسار الواحد.