* المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- تعالى وحتى اليوم جعلت من أولوياتها خدمة الإسلام والمسلمين في شتى المجالات، ومن ذلك بذل المليارات والجهود الكبيرة من أجل تمكين ضيوف الرحمن من أداء حجهم في أمن وأمان ويسر وسهولة، رغم تحديات كثافة الحشود، ومحدودية مساحة المشاعر المقدسة، وكذا الزمن المعين للقيام بالمناسك. * ما قدمته وتقدمه المملكة من عطاءات كبيرة في موسم الحج، واحتضان أراضيها لملايين المسلمين لم تستغله يوماً في الترويج والتكريس لمواقفها السياسية والفكرية؛ لأنها تؤمن بأن الحج حقٌ لكل مسلم ما كان ملتزماً بالأنظمة والضوابط، وأن الحجَّ شعيرة دينية لا علاقة لها أبداً بالسياسة. * فمثلاً رغم العداء الواضح الذي تعلنه وتنفذه السلطات الإيرانية والأحزاب والمليشيات التابعة لها ضد المملكة واستهداف أمنها وأراضيها، وما كان يقوم به الحجاج الإيرانيون في سنوات مَضَت من ممارسات مستفزة في الحج؛ إلا أنها لم تمنعهم منه، وهذا كله يُكذب ادعاءات النظام القطري، بأن الحكومة السعودية تضع العراقيل أمام الحجاج القطريين، والترويج لذلك عبر منابر إعلامية وهاشتقات وحسابات موالية، قد قبضت الثمن! * فيما الحقيقة أن المملكة أكدت مراراً وتكراراً ترحيبها ب»حجاج قطر والمقيمين فيها»، وحرصها على تقديم كافة التسهيلات لهم، ومن ذلك وضع الروابط الإلكترونية التي تمكنهم من التسجيل، واستقبالهم من أية جهة قدموا منها، والعمل على نقلهم من الدوحة عبر الخطوط السعودية أو أيِّ طيران آخر، وكذا تجهيز مخيمات لهم، إلى غير ذلك من الخدمات والتسهيلات. * النظام القطري بتلك الادعاءات المزيفة وسعيه للتضييق على الحجاج منذ الأزمة الخليجية إنما هو محاولة فاشلة ويائسة منه لتَسييس الحَجّ، وهو بذلك يقتفي أثَر «حليفه الإيراني» في افتعال الأزمات في هذا الميدان، واللعب على وتر العاطفة الدينية للمسلمين، واستثمار ذلك إعلامياً؛ للتسويق لأجندته!. * ولكن كلّ محاولات إقحام السياسة في الحج أياً كان ستفشل بإذن الله تعالى؛ لأن «المملكة» تفضحها دائماً وترفضها بحرصها جداً على إبعاد تلك الفريضة الإسلامية عن تجاذبات السياسة، ولأنها تبذل الغالي والنفيس للعناية بضيوف الرحمن، الذين تشهد نبضات قلوبهم قبل ألسنتهم بحرصها على حسن استقبالهم، والبحث الجاد عن رفاهيتهم على اختلاف جنسياتهم وانتماءاتهم الثقافية.