امتثالاً لقول الحق تبارك وتعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنِ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاْ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ). يأتي حرص جمعية مستودع المدينة الخيري باطلاق مشروع حفظ النعمة ضمن مبادرة خير أمة على الاعتدال في الطعام وذم الإسراف وفق المنهج الذي سار عليه المجتبى، كما قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) وهو المنهج الذي قامت عليه هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية. وحيث إن الله تعالى قد شرع هذا الدين رحمة للناس كافة، كما قال الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فإن من رحمة الخالق أن يبصروا في أمور دينهم، ويعرفوا أحكامه وآدابه وهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمر الطعام والشراب، حتى لا تتحول النعمة إلى نقمة خاصة. ولا شك أن مشروع حفظ النعمة باب من أبواب التواصل مع المتلقين الباحثين عن الخير بما فيه من الأبواب المتنوعة في فروع التوعية، والسلوك، والبرامج، والمناشط التثقيفية، وقوامتهم بجمع فائض الأطعمة وتوزيعها على المحتاجين مشروع يجد فيه الفرد بغيته جلها في ما من شأنه أن يقلل من نسبة هدر الطعام، وهو جهد مبارك يشكر القائمون عليه ونأمل مزيداً من التحديث والتطوير لكل محتوياته، والخدمات السلسة المبتكرة التي توافق ما نشهده اليوم من تحول رقمي أسهم في تحقيق نجاحات عديدة مبارك فيها. ختاماً؛ لا يسعنا الا أن نقول «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك» وأسأل الله تعالى أن يجعلنا مباركين أينما كنا والحمد لله رب العالمين.