يشهد موقع الأخدود الأثري بمنطقة نجران إقبالاً متزايدًا من قبل زوار وسكان المنطقة خلال الإجازات الأسبوعية والأعياد والمناسبات، حيث تتمتع المنطقة بوجود آثار ومواقع مهمة تعود للفترة البيزنطية والأموية والعباسية بجانب ارتباطها بقصة أصحاب الأخدود التي وردت في القرآن الكريم التي تعد مصدر إلهام لأهل الحق خاصة في عصر الاضطهاد والبلاء والفتنة. وأوضح مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة نجران صالح بن محمد آل مريح، أن موقع الأخدود الأثري يُعد من أبرز المواقع الأثرية بالمنطقة، لما يمثله من إرث تاريخي وثقافي وما يحتوي بين جنباته من آثار تاريخية عريقة، وأشار إلى تكليف موظفين مؤهلين من فرع الهيئة بالمنطقة لتقديم الشرح الوافي والمفصل لزوار المواقع الأثرية، نظرًا لما تشهده من تزايد مطرد في أعداد الزوار. ولفت الانتباه إلى ما تزخر به المنطقة من عوامل جذب سياحي واحتضانها العديد من الأماكن والمواقع الأثرية والتاريخية والسياحية، أبرزها موقع الأخدود الأثري وقصر الأمارة التاريخي وآبار حمى وعدد من القرى التراثية المنتشرة على ضفاف وادي نجران و قرى وهجر المنطقة، إضافةً للمتنزهات والحدائق والمساحات الخضراء والمتنزهات الطبيعية. قصة تحكيها قرية أثرية تاريخية يرجع تاريخها إلى ما قبل 2000 عام حيث تستقبلك العظام الهشة والرماد الكثيف الشاهد على المحرقة الهائلة التي حدثت فيها وبقايا الرسوم القديمة بنقوشها المختلفة مثل كف اليد والحصان والجمل والأفاعي المنحوتة على الصخور. ويعد موقع الأخدود الأثري نموذجاً للمدن المميزة لحضارة جنوب الجزيرة العربية وهو الموقع الذي كانت تقام عليه مدينة نجران القديمة التي ورد ذكرها في نقوش جنوب الجزيرة العربية ويعود تاريخ القلعة أو القصبة التي تشكل العنصر الأبرز في الموقع إلى الفترة الممتدة من 500 قبل الميلاد إلى منتصف الألف الأول الميلادي. ونظرا لأهمية هذا الموقع من الناحية التاريخية والأثرية نفّذت فيه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كثيرا من الأعمال تمثلت في إجراء حفريات داخل القلعة. ومنذ أن بدأ التنقيب في منطقة الأخدود الأثرية تم اكتشاف العديد من الأثريات والأواني الفخارية وأدوات الزينة والعملات.