يقال دائماً إن هناك مرحلة من اليأس تصيب الإنسان عندما يشعر أن الله لا يستجيب له.. في لحظات حزنه يغيب عنه الرضا، يتوهم كل الأحداث ضده، لا أحد معه، لا شيء في صفه.. ماذا تفعل عندما يهاجمك الاحباط علماً بأنه درس من دروس الحياة ستتعرض له حتماً مرة أو مرتين.. تذكر المواقف التي أيقنت أنها ليست لصالحك.. كيف خرجت منها دون أدنى مجهود سوى أنك قلت يارب.. والأيام الصعبة التي ظننت أنها لن تمر وأكبر من قدرتك على الاجتياز فمرت بسلام رهيب.. كان لدي صديق تعرض لتمرد مدير، قام بفصله من عمله فظن أنها نهاية الدنيا.. بعد مدة قصيرة أتاه اتصال بقبوله في وظيفة شاغرة كمدير تسويق مع عرض وظيفي يشمل ضعف الراتب الذي كان يستلمه بالإضافه إلى مميزات أخرى.. قُفل باب في وجهه وفُتحت أربع أبواب أخرى رزق واسع، منصب، غنى، ورضا.. قلت هذا المثل لأن المال أكثر ما يؤزم الإنسان ويشعره بقلة الحيلة.. عندما تسير الأمور بعكس ما رتبت لها لا يعني أنها تسير في طريق انهيارك.. أنت مُعرض لاختبار صعب للغاية لن تنفذ فيه رغباتك بسرعة، لن تخرج فيه من مآزقك دفعة واحدة، ستتعرض فيه لعرقلة تجر أخرى لأنك ببساطة إنسان.. عندما تيأس انظر لعين أمك، اسمع البحة في صوت أبيك، ثم تأمل نفسك واخوانك.. لم تصلوا إلى ما أنتم عليه بسهولة ولم يكن الأمر يسير كما تتخيل.. كان معهما الله، كان يسمعهما كما يسمعك اليوم.. الله الذي يستجيب سترى استجابته في أحداث حياتك حتى التي لم تنتبه لها أنها كانت استجابة.
