بعدما استهدفت إيران ناقلات النفط بالمتفجرات في خليج عُمان، مهددة تدفق الطاقة العالمية، في منطقة حيوية، انتقلت تهديداتها إلى الجو، حيث أجبرت شركات الطيران على تغيير مساراتها. وبدأت شركات طيران كبرى من جميع أنحاء العالم، الجمعة، في إعادة توجيه رحلاتها لتجنب المناطق المحيطة بمضيق هرمز في أعقاب إسقاط إيران لطائرة استطلاع عسكرية أمريكية هناك، الخميس. وحذرت السلطات الأمريكية من أن الطائرات التجارية قد تتعرض للهجوم عن طريق الخطأ في هذه المنطقة، وفق ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس". وأوضحت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أن هناك "احتمال حدوث سوء التقدير أو خطأ في التعريف" في المنطقة بعدما أسقط صاروخ "أرض - جو" إيراني، الخميس، طائرة من طراز "أر كيو - 4 إيه غلوبال هوك" تابعة للبحرية الأمريكية، وهي طائرة غير مأهولة جناحها أكبر من طائرة بوينغ 737. وذكرت شركة "كانتاس" الأسترالية وشركة الطيران الهولندية "كيه إل إم" و"لوفتهانزا" الألمانية والخطوط الجوية البريطانية بعيد الإعلان الأمريكي، إنها ستتجنب المنطقة أيضًا. ولفت خبراء طيران إلى أن حظر الطيران من المرجح أن يمتد فقط حوالى 12 ميلاً قبالة الساحل الإيراني. وحذرت إدارة الطيران الأمريكية من وجود خطر في المنطقة، لكن تحذير الجمعة أثار قلقا شديدًا من الخطر الذي يقول كل من الوكالة ومحللون إنه حقيقي بعد إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية فوق أوكرانيا في عام 2014. خطر حقيقي وحذرت "أو بي إس غروب"، الشركة التي توفر التوجيه لشركات الطيران العالمية، من أن "خطر سقوط طائرة مدنية في جنوبإيران حقيقي". وكانت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية قد أصدرت تحذيرات مماثلة في مايو الماضي للطائرات التجارية من احتمال أن يخطئ عناصر مدفعية إيرانية مضادة للطائرات ويطلقوا النار عليها معتقدين أنها طائرات عسكرية. وفي 13 يونيو الجاري، ضرب هجوم ناقلتي نفط، إحدهما يابانية والثانية نرويجية في خليج عُمان، حيث اتهمت واشنطن الحرس الثوري بالوقوف وراء الحادث ونشرت أدلة تثبت اتهامها، وأثار الأمر مخاوف بشأن التهديدات التي تحيط بمسار إمدادات الطاقة العالمية. وجاء ذلك الحادث، بعد نحو شهر على تعرض 4 ناقلات نفط، لأعمال تخريبية في المياه الإماراتية، مما تسبب في إلحاق ضرر بالناقلات. واتهمت الولاياتالمتحدةإيران بالوقوف وراء تلك الهجمات، التي جاءت في وقت تصاعد فيه التوتر بين واشنطن وطهران.