ساهم شهر رمضان المبارك في تعزيز ثقافة العمل الحر بين أوساط شباب جدة، خاصة في الأحياء والحارات، وذلك من خلال بسطات وعربات صغيرة لبيع المأكولات والمشروبات الخفيفة ذات الطابع الرمضاني كالبليلة والبطاطس، وتتيح تلك البسطات والعربات الفرصة للشباب إبراز مواهبهم في البيع وجذب الزبائن، حيث تراهم منهمكين في البيع بل ويتفننون في ابتكار الشعارات لجذب الزبائن كقولهم «بليلة بلبلوكِ وفي شارع قابل باعوكِِ» و»بليلة بالتفاح ذوق وارتاح» و»بليلة بنكهة زمان تنسيك الأحزان»، إلى غيرها من أساليب التسويق الدارجة على ألسنة الباعة. صالح أحمد باناصر (32) عامًا موظف في القطاع الخاص أحد الشباب الذين أمضوا (7) مواسم في العمل في بيع البليلة في حي (البلد) حيث يقوم بتحضيرها منذ الظهر في منزله تمهيدًا لبيعها لزبائنه من مختلف الجنسيات في أحد الأحياء بجدة. ولم تكن الحاجة إلى المال العنصر الرئيس الذي دفع معظم الشباب للعمل 8 ساعات يوميًا وإنما كما يقول صالح: «هي مجرد هواية ونكهة رمضانية خاصة لها مذاقها الخاص، ومع السنين أكسبتني الخبرة ومعرفة الناس وزبائن لا أراهم إلا في رمضان». وفي بسطة مجاورة لفت نظرنا راشد أحمد (17) عامًا وهو طالب في المرحلة الثانوية يخوض التجربة الأولى له هذا العام في بيع البطاطس ويقول: «أنتظر بفارغ الصبر قدوم المساء حيث أستعد مبكرًا لفتح البسطة وذلك منذ الساعة الثامنة والنصف مساء لتجهيز البطاطس للزبائن»، مشيرًا إلى أنه يعمل في البسطة والتي يملكها أحد أصدقائه الذي وعده بمنحه (2000) ريال آخر الموسم نظير عمله. وأشعلت المأكولات والمشروبات الرمضانية التنافس بين فئات الشباب ممن امتهنوا العمل الحر في الأسواق والميادين العامة بجدة، حيث يغتنم بعضهم شهر رمضان المبارك في العمل بما يعود عليهم بالنفع والفائدة ماديًا ومعنويًا. ومن بين المأكولات الشهيرة التي يقدمها الشباب، الكبدة والمشروبات الرمضانية بمختلف أنواعها وخاصة «السوبيا» التي تحظى بإقبال منقطع النظير. من جانبه أوضح عضو مجلس إدارة غرفة جدة ماجد بن مخضور الصحفي أن هذا الشهر يعد فرصة للشباب لخوض غمار العمل الحر من خلال بيع وعرض المأكولات والمشروبات التي يزداد الإقبال عليها في شهر رمضان وتجهيز العربات الكبيرة و الأكشاك الصغيرة التي يكون بعضها من تصميم وتنفيذ هؤلاء الشباب بمواد بسيطة يكون مردودها عليهم كبيرًا ومحفزًا للتوسع مستقبلًا وزيادة الدخل لمهنتهم.