ثار غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء بسبب التحقيقات المستمرة في علاقات حملته الانتخابية المفترضة مع روسيا، فيما اتهمته رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي ب"إخفاء" معلومات في تحقيق مولر وهو ما يمكن أن يعتبر تصرفًا يستدعي عزله، وأنهى ترامب الغاضب اجتماعًا في البيت الأبيض مع بيلوسي وزعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بعيد بدئه، معلنًا أنه لا يستطيع التعامل معهما حول السياسات في البلاد إلا بعد أن يتم إغلاق "التحقيقات الزائفة". وتعتبر هذه المواجهة تصعيدًا دراماتيكيًا في الحرب الكلامية بين ترامب ومعارضيه في الكونجرس الذين يرغبون في محاسبته على ما يصفونه بالأخطاء الرئاسية، ويبدو أن غضب ترامب كان سببه بيلوسي التي أعلنت عقب اجتماع طارئ مع النواب في وقت سابق الأربعاء "نعتقد أن رئيس الولاياتالمتحدة متورط في عملية إخفاء" معلومات. ورد ترامب في مؤتمر صحافي تم ترتيبه على عجل في حديقة الورود "أنا لا أقوم بعمليات إخفاء، هذه هي الخلاصة: لم يحدث تواطؤ ولم تحدث عرقلة". وقال: "لذلك أنهوا هذه التحقيقات الزائفة" محذرًا من أن عدم القيام بذلك قد يتسبب في جمود بشأن قضايا مثل إصلاح البنية التحتية للبلاد التي كان يأمل الجانبان في التوصل إلى اختراق بشأنها الأربعاء. وبعد عامين من التحقيق قال مولر: إنه لا يوجد دليل على التواطؤ رغم أن العلاقات بين حملة ترامب الانتخابية عام 2016 وموسكو تثير الاستغراب. إلا أن مولر قال: إنه لا يستطيع استبعاد عرقلة ترامب للتحقيق وترك لوزير العدل بيل بار إعلان عدم حصول عرقلة، وأثار قرار الديموقراطيين متابعة القضايا غير الحاسمة في التحقيق ومناقشتهم إمكانية إطلاق إجراءات إقالة الرئيس، غضب ترامب. وكتب على تويتر الأربعاء "مضايقات للرئاسة" في تصعيد لهجماته على تلك التحقيقات، وعقب مغادرتها البيت الأبيض قالت بيلوسي: "إن ترامب ربما ارتكب مخالفات "يمكن أن تؤدي إلى عزله" من خلال تجاهل مذكرات الإحضار التي أصدرها الكونغرس على خلفية تحقيق مولر، مشبّهة ذلك بعملية التستر التي أسقطت الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون، وقالت بيلوسي: "هذا الرئيس يعرقل العدالة ومتورط بإخفاء معلومات". ويزعم الديموقراطيون أن بار يحمي الرئيس من خلال رفضه تلبية مذكرات الإحضار التي أصدرها الكونجرس، رغم أن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب قال الأربعاء: إن وزارة العدل وافقت على البدء في تلبية مذكرة حول مواد تتعلق بتحقيق مولر، ورغم اتهامها لترامب بإخفاء معلومات، إلا أن بيلوسي لفتت إلى أن اتخاذ خطوة لبدء إجراءات عزل الرئيس قبل انتخابات 2020 تحمل مخاطر سياسية، خاصة لأن مثل هذه الخطوة لن تمر في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون، وقالت: إنها تفضل مواصلة التركيز على تثقيف عامة الناس من خلال المحاكم وتحقيقات الكونجرس "لتوصيل الحقيقة والواقع إلى الشعب الأمريكي" بدلاً من القفز إلى عزل الرئيس، وتسببت هذه المسألة في انقسام بين الديموقراطيين لأشهر. ورغم أن البعض في الكونجرس -والعديد من المرشحين الديموقراطيين للرئاسة- يرغبون في تأكيد سلطات الكونجرس التاريخية كمراقب للسلطة التنفيذية، هناك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية يمكن أن تزيد شعبية ترامب في أوساط قاعدة ناخبيه، وصرح عضو الكونجرس الديموقراطي بيتر ويلش لشبكة "سي إن إن" أن ترامب "يحاول أن يقود الكونجرس إلى بدء إجراءات عزله". وروت بيلوسي مع شومر ما حدث في الاجتماع الذي لم يتم، وقالت بيلوسي: إن ترامب دخل إلى الغرفة، والكلام الذي قاله لا أستطيع حتى وصفه"، وفي تلميح إلى أن ترامب افتعل الخلاف لتجنب الالتزام بتفاصيل مشروع قانون مكلف للغاية للبنى التحتية، قالت: "لقد تفادى الموضوع ولا أدري لماذا فعل ذلك"، وأضافت: "أصلي من أجل رئيس الولاياتالمتحدة"، أما شومر فقد وصف الإنهاء الدراماتيكي للاجتماع بأنه "حجة معدة مسبقًا"، وقال: "ما حدث في البيت الأبيض صادم للغاية".